فجعت قرية حويجة شنان بريف الرقة الشرقي بوفاة الشاب أحمد الساجر، الذي فارق الحياة تحت التعذيب في سجون ميليشيا قسد، وذلك بعد اعتقاله يوم الأحد الماضي. وقد تسلمت عائلته جثمانه اليوم وسط حالة من الصدمة والحزن العميق.
الساجر، الذي كان يتيم الأب والمعيل الوحيد لوالدته وثلاث شقيقات، لم يكن له أي نشاط سياسي، وكان يعمل مزارعاً لتأمين قوت يوم أسرته. عرف بين أهالي قريته بأخلاقه الرفيعة وسمعته الحسنة، وكان مثالاً للشباب الطامحين لحياة بسيطة بعيدة عن الصراعات.
تُظهر وفاته المأساوية جانباً من الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في مناطق سيطرة قسد، حيث تتزايد الشكاوى حول الاعتقالات التعسفية، والتعذيب الجسدي والنفسي، وحرمان المعتقلين من حقوقهم الأساسية، في انتهاك صريح للمواثيق الدولية.
يثير رحيل الساجر تساؤلات حول مصير آلاف المعتقلين في سجون قسد، وحول الثمن الإنساني الباهظ الذي تدفعه العائلات الفقيرة نتيجة لغياب العدالة والمساءلة. فقدان شاب كان السند الوحيد لأسرته حوّل حياتهم إلى مأساة لا نهاية لها، وبث الخوف في قلوب سكان قريته.
إن وفاة أحمد الساجر ليست مجرد رقم في سجل الانتهاكات، بل هي قصة مؤلمة لعائلة فقدت الأمل في مستقبلها، ورسالة مدوية حول ضرورة وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان، وحماية الأبرياء من قمع الميليشيات.
آية عبد اللطيف - زمان الوصل