السبت, 13 سبتمبر 2025 02:20 PM

فضيلة المعيني: مسيرة ريادية في الإعلام الإماراتي وصوت مؤثر في قضايا الوطن

فضيلة المعيني: مسيرة ريادية في الإعلام الإماراتي وصوت مؤثر في قضايا الوطن

في تاريخ الإعلام الإماراتي، تبرز أسماء تركت بصمة لا تُمحى، لم تكن مجرد مرور عابر في صفحات الصحافة، بل كانت صوتاً للحق وضميراً للوطن وذاكرة حية. من بين هذه الأسماء، يتربع اسم فضيلة المعيني، التي قدمت أكثر من ثلاثة عقود من العمل الدؤوب في بلاط صاحبة الجلالة، لتصبح مثالاً للإعلامية المثابرة، والقائدة الملهمة، والمرأة التي شكلت تجربتها بوعي ومسؤولية.

منذ بدايتها في صحيفة البيان عام 1989، حملت المعيني شغفها بالكلمة، متنقلة بين الميدان والتحرير، لتثبت كفاءتها في منصب مدير تحرير. لم تكن مقالاتها اليومية مجرد كلمات عابرة، بل مرآة تعكس قضايا الناس، وأفقاً واسعاً لنقاش وطني وعربي جريء، يجمع بين المهنية والجرأة في الطرح.

لم تقتصر مسيرتها على الصحافة المكتوبة، بل ساهمت بفاعلية في العمل النقابي والإعلامي، وكانت من المؤسسين الأوائل لجمعية الصحفيين الإماراتية، وشغلت مناصب قيادية عدة، حتى عام 2024، حين أصبحت أول امرأة تترأس الجمعية، تتويجاً لمسيرة طويلة من الالتزام، وبداية لمرحلة جديدة ترتكز على الابتكار والعمل الجماعي.

ما يميز فضيلة المعيني هو إيمانها بأن التحديات ليست عوائق، بل فرص لتحقيق نجاحات أكبر. لطالما آمنت بأن الإعلام هو مهنة التغيير والتجديد، فواكبت التحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي، وفتحت أبواب التفاعل مع الشباب، إيماناً منها بأن المستقبل لمن يتعلم باستمرار ويحافظ على جودة المحتوى.

لم يكن إسهامها فردياً، بل جزءاً من سياق أوسع صنعته المرأة الإماراتية، بدعم ورؤية من القيادة الرشيدة، وإلهام مستمر من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، “أم الإمارات”، التي وسعت الأفق أمام بنات الوطن ليشاركن في بناء المستقبل.

اليوم، عندما تتحدث فضيلة المعيني إلى الأجيال الجديدة، فإنها لا تكتفي بذكر الإنجازات، بل تبعث برسالة واضحة: لا تنتظرن الفرص، بل اصنعنها، فالأحلام وحدها لا تكفي، بل يتحول الحلم إلى حقيقة بالعمل الجاد والإرادة والثقة بالنفس.

إنها ليست مجرد إعلامية متميزة أو قائدة ناجحة، بل قدوة في الإصرار، ورمز من رموز الريادة الإماراتية، واسم سيبقى محفوراً في ذاكرة الإعلام الوطني كصوت صادق، حمل هموم الناس، وعكس صورة وطن يكتب فصول نهضته بأيدي أبنائه وبناته، جنباً إلى جنب. صفوان الهندي

مشاركة المقال: