الإثنين, 8 سبتمبر 2025 08:52 PM

مخيم الهول: خبراء يشككون في نتائج ملموسة لمؤتمر نيويورك لمعالجة المخاطر

مخيم الهول: خبراء يشككون في نتائج ملموسة لمؤتمر نيويورك لمعالجة المخاطر

القامشلي – نورث برس

حذر منير أديب، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، من أن مخيم الهول يمثل قنبلة موقوتة، مشيراً إلى الهجمات المتكررة التي تتعرض لها قوات الأمن الداخلي (الأسايش) وإحباط محاولات الهروب. وأوضح أديب أن كاميرات المراقبة كشفت عن قيام نساء بتلقين أبنائهن أفكاراً متطرفة، مؤكداً أن بقاء المخيم بهذه الصورة يشكل تهديداً طويل الأمد، خاصةً مع بلوغ العديد من أطفال داعش في المخيم سن الرشد، واحتمالية تحولهم إلى خلايا نائمة.

وشدد على ضرورة تفكيك المخيم، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته وإعادة عوائل داعش إلى بلدانهم الأصلية، معتبراً أن قوات سوريا الديمقراطية تخوض هذه المعركة نيابة عن العالم.

وأعرب أديب عن شكوكه في تحقيق مؤتمر نيويورك الدولي، المقرر عقده في 26 أيلول/ سبتمبر الجاري، نتائج ملموسة، متوقعاً صدور توصيات فقط، معتبراً أن التوصية الأهم هي تفكيك مخيم الهول وعودة العوائل إلى بلدانها الأصلية.

وكانت قوى الأمن الداخلي (الأسايش) قد أعلنت، السبت الفائت، عن اعتقال 11 متهمًا بالانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، في ختام حملة أمنية في مخيم الهول شمالي سوريا.

من جانبه، وصف ألبرت فرحات، المختص في شؤون الإرهاب، مخيم الهول بأنه من أخطر المخيمات في العالم، مشيراً إلى أنه يشكل تهديداً إقليمياً نظراً لاحتضانه آلاف النساء والأطفال من عائلات داعش، بالإضافة إلى وجود خلايا نشطة تمارس العنف وتهدد استقرار المنطقة.

وأكد فرحات أن المخيم يعد بؤرة أمنية خطيرة، إذ يضم عشرات آلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال المرتبطين بـ “داعش”، محذراً من استمراره كمركز للتخطيط والتحريض على العنف.

وأشار إلى أن الحل المستدام لملف مخيم الهول يكمن في إعادة الدول المعنية لمواطنيها إلى أوطانهم، مع إخضاع البالغين منهم للمحاسبة القانونية أو برامج إعادة التأهيل عند الحاجة، ودمج الأطفال اجتماعيًا وتربويًا.

كما لفت إلى ضرورة استمرار العمليات الأمنية والنشاط الاستخباراتي لاحتواء ومحاربة خلايا “داعش” النشطة، ومنع تنامي نفوذ التنظيم.

وتوقع ألبرت فرحات أن يتم التوافق خلال مؤتمر نيويورك الدولي حول مخيم الهول على خارطة طريق أممية لإغلاق أو تفكيك المخيم بطريقة آمنة وإنسانية، بما يشمل إعادة الرعايا الأجانب إلى بلدانهم أو إيجاد بدائل محلية ودولية لاحتجازهم.

وأضاف: “من المتوقع أن يتم تعزيز التعاون الدولي لدعم جهود العراق وسوريا في التعامل مع الملف، ورفع العبء عن الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة إلى تشجيع الدول المعنية على تحمّل مسؤولية رعاياها في المخيمات، واتخاذ قرارات حاسمة بشأن إعادتهم أو محاكمتهم ضمن الأطر القانونية الدولية”.

وتستضيف مدينة نيويورك الأميركية مؤتمرًا دوليًا حول مخيم الهول، تعمل عليه السلطات العراقية، بعنوان: “الاستفادة من التعددية في إعادة الأشخاص إلى أوطانهم، محاكمتهم، إعادة تأهيلهم، وإعادة إدماجهم في مجتمعاتهم”.

إعداد وتحرير: عبدالسلام خوجة

مشاركة المقال: