الأحد, 7 سبتمبر 2025 03:10 AM

تضاؤل المشاركة في مظاهرات السويداء المطالبة بـ "تقرير المصير": هل تفقد الحراك زخمه؟

تضاؤل المشاركة في مظاهرات السويداء المطالبة بـ "تقرير المصير": هل تفقد الحراك زخمه؟

تشهد المظاهرات التي تنطلق كل سبت في محافظة السويداء، والتي ترفع شعار "حق تقرير المصير"، تراجعاً ملحوظاً في أعداد المشاركين. وتظهر الصور التي نشرتها مواقع إلكترونية وصفحات على "فيسبوك" تعنى بأخبار السويداء، مشاركة العشرات فقط في "ساحة الكرامة" بمدينة السويداء، وعشرات آخرين في مدينة شهبا.

رفع المتظاهرون العلم الإسرائيلي إلى جانب راية الطائفة الدرزية، ولافتات كُتب عليها عبارات مثل "خيارنا الوحيد الاستقلال" و"حق تقرير المصير حق مقدس"، مع تذييلها بعبارة "أحرار الباشان"، في إشارة إلى الاسم التوراتي لمنطقة جبل العرب. كما رُفعت صور للرئيس الروحي للطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة، موفق طريف، المعروف بمواقفه الداعمة لمطالب الهجري بانفصال السويداء عن الدولة السورية وفتح معبر بري من إسرائيل إلى المحافظة.

يأتي هذا التراجع بعد أن جدد الهجري، في كلمة مصورة بثتها الصفحة الرسمية للرئاسة الروحية للطائفة، مطالبه بالانفصال وتشكيل كيان مستقل، مؤكداً تمسكه بـ "حق تقرير المصير". وزعم أن "الكفاءات والكوادر المحلية جاهزة لإدارة شؤون المنطقة، بما يضمن الأمن والاستقرار وتحقيق العدالة والتنمية".

على الرغم من عدم وجود موقف رسمي من الولايات المتحدة والدول الأوروبية بدعم مطالب الهجري، إلا أنه جدد شكره للرئيس الأميركي دونالد ترمب، ودول الاتحاد الأوروبي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إضافة إلى الأكراد والعلويين في الساحل السوري، داعياً إلى استمرار هذا الدعم وفتح معابر دولية لفك ما وصفه بـ "الحصار" المفروض على أبناء السويداء.

في المقابل، أصدر أبناء العشائر المهجرين قسرياً من السويداء بسبب ممارسات فصائل الهجري بياناً أكدوا فيه أنهم أصحاب الحق في الأرض والقرار، وأنهم لن يقبلوا بتقسيم سوريا أو التنازل عن حقوقهم. واتهم البيان الهجري وميليشياته بالاستيلاء على بيوت وقرى وأحياء المهجرين، وتهجير ما يقارب 30 في المائة من سكان السويداء، إضافة إلى أبناء الطائفة السنية المقيمين فيها منذ عشرات السنين.

يذكر أن الهجري، وهو أحد المرجعيات الدينية الثلاث للطائفة الدرزية في سوريا، قد صعّد من لهجته المناهضة للحكومة في دمشق، في أعقاب أحداث يوليو الماضي التي أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين والمقاتلين من العشائر والفصائل الدرزية، وعناصر من الجيش وقوى الأمن الحكومية. كما قام بتشكيل ما يُسمى "الحرس الوطني" في السويداء، و"اللجنة القانونية العليا" و"لجان الإدارة المحلية"، وأعلن عن تشكيل مجلس تنفيذي جديد للمحافظة وتعيين قائد للأمن الداخلي.

مصدر محلي رفيع في السويداء أكد لـ"الشرق الأوسط" أنه لم يطرأ أي تحسن على الوضع في المحافظة بعد الإجراءات التي قام بها الهجري. من جهته، اعتبر رئيس منظمة "مواطنون لأجل أميركا آمنة" في الولايات المتحدة، بكر غبيس، أن تجديد الهجري لمطالبه الانفصالية يأتي في إطار محاولاته المتكررة للفت النظر إلى وجوده، والاستفادة من التقارير المحلية والدولية حول الأحداث في سوريا. وأعرب غبيس عن اعتقاده بأنه لا يوجد دعم أميركي لمطالب الهجري، وأن شكره لأميركا هو محاولة استجداء.

ورأى غبيس أنه لا أفق لتحقيق ما يسعى إليه الهجري، لا سيما بعد تصعيده بالمطالبة بالانفصال واستجدائه لإسرائيل. وأضاف أن المزاج الدولي يميل إلى تشجيع الحوار الداخلي وتعزيز تمثيل مختلف مكونات الشعب السوري في حكومة دمشق. لكنه أشار إلى أن الأفق مسدود حالياً بسبب تزعم الهجري الساحة السياسية واختطافه كلمة الأهالي هناك، معرباً عن اعتقاده بأنه سيكون هناك ترتيب أو آلية معينة لتمثيل أهالي السويداء في مجلس الشعب السوري والحكومة السورية.

مشاركة المقال: