أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة عن نيته مهاجمة عدة مبانٍ في مدينة غزة خلال الأيام القادمة، وخاصة المباني متعددة الطوابق، وذلك تمهيداً لتوسيع نطاق العملية العسكرية. وذكر الجيش في بيان له أنه سيستهدف عدداً من المباني بدعوى تحويلها إلى "بنى تحتية إرهابية" تضم كاميرات وغرف مراقبة ومواقع قنص وإطلاق صواريخ مضادة للدروع، بالإضافة إلى مراكز قيادة وسيطرة.
وزعم الجيش الإسرائيلي أنه أجرى بحثاً استخباراتياً واسعاً ورصد نشاطاً إرهابياً مكثفاً لمنظمة حماس في مجموعة واسعة من البنى التحتية في مدينة غزة، وخاصة في الأبراج متعددة الطوابق. وادعى أيضاً أن البنى التحتية التابعة لحماس تمر بالقرب من هذه المباني بهدف نصب كمائن ضد قوات الجيش الإسرائيلي وتوفير طرق هروب محتملة من المقرات.
كما ادعى الجيش أن حماس زرعت عبوات ناسفة عديدة قرب عدد من المباني في قطاع غزة، معدّة للتفجير عن بعد بواسطة وسائل المراقبة المثبتة على المباني، بهدف استهداف قوات الجيش عند اقترابها. وأشار إلى أنه سيتم اتخاذ خطوات عديدة لتقليل احتمال إصابة المدنيين إلى أدنى حد ممكن، بما في ذلك تحذيرات موجهة واستخدام أنواع الذخيرة الدقيقة والمراقبة الجوية، وغيرها من المعلومات الاستخباراتية الإضافية.
وقصف الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة مبنى سكنياً متعدد الطوابق غرب مدينة غزة، يقطنه مئات الفلسطينيين ويقع في منطقة تضم عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين. وفي وقت سابق، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن "أبواب الجحيم تفتح على غزة الآن"، وأنه تم تسليم أول إشعار بإخلاء مبنى شاهق في مدينة غزة قبل الهجوم. وتوعد كاتس بالتصعيد، قائلاً: "عندما يفتح الباب لن يغلق، وسيزداد نشاط الجيش الإسرائيلي حتى تقبل حماس بشروط إسرائيل لإنهاء الحرب، وعلى رأسها إطلاق سراح جميع الرهائن ونزع سلاحهم، وإلا فسيتم القضاء عليهم".
تأتي تصريحات كاتس على الرغم من موافقة حماس في 18 أغسطس/ آب المنصرم على مقترح للوسطاء بشأن صفقة جزئية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، إلا أن إسرائيل لم ترد على الوسطاء، رغم تطابق بنوده مع مقترح أمريكي سابق وافقت عليه تل أبيب. وجددت حماس استعدادها لإبرام صفقة شاملة لإطلاق الأسرى الإسرائيليين جميعاً مقابل أسرى فلسطينيين، وإنهاء الحرب على غزة والانسحاب من القطاع، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض ذلك أيضاً في بيان لمكتبه.
وفي 8 أغسطس/ آب الماضي، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لاحتلال قطاع غزة بالكامل تدريجياً، تبدأ بتهجير فلسطينيي مدينة غزة نحو الجنوب، يتبعها تطويق المدينة، ومن ثم تنفيذ عمليات توغل إضافية في مراكز التجمعات السكنية، وفق هيئة البث العبرية الرسمية. ومنذ 700 يوم، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وقصفت إسرائيل خلال حرب الإبادة على غزة عشرات آلاف المباني في القطاع بما فيها مدينة غزة ما أدى ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات آلاف الفلسطينيين. والخميس، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، إن إسرائيل منذ أكتوبر 2023 دمرت 88 بالمئة من البنى التحتية في قطاع غزة بما يشمل المنازل، وأنه لم يعد لمعظم النازحين الفلسطينيين أماكن يعيشون فيها إلا المدارس وبعض مباني الجامعات. وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 64 ألفا و231 شهيدا، و161 ألفا و583 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 376 فلسطينيا، بينهم 134 طفلا.