الجمعة, 7 نوفمبر 2025 12:08 AM

تصعيد على الحدود: إسرائيل تقصف أهدافًا لحزب الله جنوب لبنان ردًا على رفض التفاوض

تصعيد على الحدود: إسرائيل تقصف أهدافًا لحزب الله جنوب لبنان ردًا على رفض التفاوض

أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الخميس عن شن غارات جوية استهدفت "أهدافًا عسكرية" تابعة لحزب الله في جنوب لبنان. جاء ذلك بعد ساعات من تأكيد الحزب رفضه القاطع لجر لبنان إلى "مفاوضات سياسية مع إسرائيل"، وذلك في ظل ضغوط متزايدة على الحكومة اللبنانية لنزع سلاحه والدخول في مفاوضات مع إسرائيل.

مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لوقف إطلاق النار الذي أنهى حربًا دامت عامًا بين إسرائيل وحزب الله، تواصل إسرائيل شن غارات جوية، خاصة على جنوب لبنان، مدعية أنها تستهدف بنى عسكرية وعناصر تابعة للحزب. كما تحتفظ قواتها بخمس نقاط حدودية، تطالب لبنان بانسحابها منها.

بعد إنذارات وجهت للسكان بإخلاء ثلاثة مبانٍ ومحيطها في ثلاث بلدات تقع جنوب نهر الليطاني في جنوب لبنان، أعلن الجيش الإسرائيلي عن "شن سلسلة غارات على أهداف عسكرية" تابعة لحزب الله.

ووفقًا للوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، استهدفت الغارات مباني في بلدات الطيبة القريبة من الحدود مع إسرائيل، بالإضافة إلى بلدتي عيتا الجبل في منطقة بنت جبيل وطيردبا في منطقة صور، علمًا بأنهما بعيدتان عن الحدود.

وكان الجيش الإسرائيلي قد نشر في وقت سابق إنذارًا بإخلاء مبانٍ في البلدات الثلاث، مؤكدًا أنه سيهاجم أهدافًا "للتعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها حزب الله لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة".

جاءت الغارات بعد ساعات من توجيه حزب الله رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري وإلى الشعب اللبناني، اتهم فيها إسرائيل بعدم الالتزام بوقف إطلاق النار.

وأكد الحزب أن "لبنان معني راهنًا بوقف العدوان، وليس معنيًا على الإطلاق بالخضوع للابتزاز العدواني والاستدراج نحو تفاوض سياسي مع العدو الصهيوني على الإطلاق"، مضيفًا "نؤكد حقنا المشروع في مقاومة الاحتلال والعدوان"، والحق "في الدفاع ضد عدو يفرض الحرب على بلدنا ويريد إخضاع دولتنا".

وخرج حزب الله في تشرين الثاني/نوفمبر 2024 منهكًا من حرب مدمرة مع إسرائيل اندلعت بالتزامن مع الحرب في قطاع غزة. ونص اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية على وقف العمليات العسكرية وانسحاب حزب الله من جنوب نهر الليطاني (على بعد حوالى ثلاثين كيلومترا من الحدود) وتفكيك بنيته العسكرية وأسلحته.

في الخامس من آب/أغسطس، قررت الحكومة اللبنانية نزع سلاح حزب الله، ووضع الجيش اللبناني خطة للقيام بذلك. إلا أن الحزب رفض باستمرار تسليم سلاحه.

وفي بيانه يوم الخميس، أكد الحزب التزامه "بشكل صارم مضمون إعلان وقف إطلاق النار منذ لحظة صدوره وحتى يومنا هذا، إلا أنّ العدو الصهيوني واصل خروقاته وانتهاكاته للإعلان برا وبحرا وجوا".

واعتبر أن "موضوع حصرية السلاح لا يبحث استجابة لطلب أجنبي أو ابتزاز إسرائيلي وإنما يناقش في إطار وطني يتم التوافق فيه على استراتيجية شاملة للأمن والدفاع وحماية السيادة الوطنية".

وقال مصدر مقرب من حزب الله لوكالة فرانس برس إن "الرسالة المفتوحة" تأتي بعد زيارات أجراها موفدون أميركيون ومصريون إلى لبنان مؤخرًا، للضغط على المسؤولين اللبنانيين من أجل بدء مفاوضات سياسية مباشرة مع إسرائيل، معتبرًا إياها "بمثابة رسالة لئلا يخضع أحد ولتكون الأمور واضحة".

وكان الموفد الأميركي توم باراك قد حضّ لبنان السبت من المنامة على إجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل.

وفي الآونة الأخيرة، أبدى الرئيس اللبناني أكثر من مرة استعداد لبنان للتفاوض مع إسرائيل من أجل حل "المشاكل العالقة" بين الطرفين. إلا أنه قال إن إسرائيل تقابل هذا الاستعداد بتكثيف هجماتها على لبنان.

وقال مصدر رسمي لبناني الخميس لفرانس برس إن "إسرائيل لم ترد سلبًا أم إيجابًا على اقتراح التفاوض".

ولا يقيم لبنان علاقات مع إسرائيل. ويقتصر اللقاء بين الطرفين على اجتماع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، التي تضم إلى فرنسا والولايات المتحدة وقوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) ممثلين للجيشين الإسرائيلي واللبناني. وتعقد اللجنة اجتماعات دورية في مقر اليونيفيل، من دون أن يتواصل الطرفان مباشرة.

وانسحب الجيش الإسرائيلي من مناطق تقدم إليها بعد انتهاء الحرب، إلا أنه أبقى على خمسة مواقع في جنوب لبنان. ويواصل بشكل شبه يومي غاراته على مناطق لبنانية مختلفة بذريعة استهداف قياديين ومنشآت عسكرية لحزب الله. وغالبًا ما توقع الغارات ضحايا بينهم مدنيون.

وأسفرت ضربات إسرائيلية الخميس على بلدة طورا في قضاء صور عن مقتل شخص وإصابة ثمانية آخرين وفق وزارة الصحة.

وقال الجيش الإسرائيلي من جهته إنه استهدف "مخربين عملوا داخل بنية تحتية إرهابية تابعة لوحدة البناء" في حزب الله، موضحًا "استُخدمت البنية التحتية لإنتاج معدات لصالح إعادة إعمار بنى تحتية إرهابية تم استهدافها وتدميرها خلال الحرب".

ومنذ وقف إطلاق النار، تتهم إسرائيل حزب الله بخرق الاتفاق وبنقل وسائل قتالية أو محاولة إعادة بناء قدراته العسكرية.

وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأحد من أن الجيش الإسرائيلي قد يكثّف هجماته ضد حزب الله.

وأضاف "حزب الله يلعب بالنار والرئيس اللبناني يماطل"، معتبرًا أنه "يتعيّن تطبيق التزام الحكومة اللبنانية نزع سلاح حزب الله وإخراجه من جنوب لبنان". فيما اتّهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الحزب بالسعي لإعادة التسلّح، داعيًا السلطات اللبنانية إلى الالتزام بنزع سلاحه.

وقال خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء "من الواضح أننا سنمارس حقنا في الدفاع عن النفس بموجب بنود وقف إطلاق النار".

ويتعرض لبنان لضغوط أميركية مكثفة لنزع سلاح حزب الله. وتعقد الحكومة اللبنانية الخميس اجتماعًا على جدول أعمالها في البند الأول "عرض قيادة الجيش للتقرير الشهري حول خطة حصرية السلاح في المناطق اللبنانية إنفاذًا" لقرار اتخذته الحكومة في أيلول/سبتمبر، ووصفه حزب الله بأنه "خطيئة".

وجدّد الحزب في رسالته الخميس، وهي الأولى من نوعها، رفض نزع سلاحه، واصفًا قرار الحكومة بـ"المتسرّع". وأضاف "العدو استثمر هذه الخطيئة الحكومية ليفرض موضوع نزع سلاح المقاومة من كل لبنان كشرط لوقف الأعمال العدائية، وهو ما لا يمكن قبوله ولا فرضه".

مشاركة المقال: