السبت, 6 سبتمبر 2025 01:16 AM

كنز دفين في عفرين: اكتشاف سلحفاة بحرية عمرها 50 مليون عام يكشف أسرار الماضي الجيولوجي لسوريا

كنز دفين في عفرين: اكتشاف سلحفاة بحرية عمرها 50 مليون عام يكشف أسرار الماضي الجيولوجي لسوريا

اكتشف فريق علمي دولي نوعًا جديدًا من السلاحف البحرية المتحجرة بالقرب من مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي. يعود هذا الاكتشاف الفريد إلى حقبة الإيوسين المبكرة، أي قبل حوالي 50 مليون سنة. وقد أُطلق على السلحفاة اسم Syriemys lelunensis، وهي تُعد أول وأقدم فقاري متحجر يتم وصفه علميًا من الأراضي السورية.

تفاصيل الاكتشاف وأهميته

توضح وفاء الحلبي، عالمة الحفريات السورية البرازيلية والمؤلفة الرئيسية للدراسة من جامعة ساو باولو بالبرازيل، أن شظايا العظام من العصر الإيوسيني ظلت محفوظة في مكتب المديرية العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية بحلب لمدة 13 عامًا، وذلك بعد استعادتها في عام 2010 أثناء تفجير مقلع في الظريفة قرب عفرين. وتضيف: "بالتعاون مع زملاء من البرازيل وسوريا وألمانيا ولبنان وكندا، تمكنا الآن من وصف هذا الحيوان علميًا".

تتميز الحفرية بوجود قالب داخلي للدرقة (الصدفة الخارجية) محفوظ بالكامل، بالإضافة إلى أجزاء من الصدفة البطنية وعظام الحوض والأطراف الخلفية. يبلغ طول الدرقة البيضاوية الشكل 53 سنتيمترًا وعرضها 44 سنتيمترًا.

أحد أهم جوانب هذا الاكتشاف هو أنه يمثل أقدم دليل معروف على مجموعة Stereogenyini المنقرضة، مما يدفع بتاريخها التطوري إلى الوراء بأكثر من عشرة ملايين سنة. ولتحديد عمر الحفرية بدقة، قام الباحثون بتحليل كائنات دقيقة تسمى المثقبات (foraminifera) كانت موجودة في الصخور المحيطة بالحفرية.

رؤى جديدة حول الماضي الجيولوجي

يعكس هذا الاكتشاف الماضي البحري الغني لسوريا، التي كانت مغطاة بالمياه خلال العصور الجيولوجية القديمة. وعلى الرغم من أن أفراد عائلة Stereogenyini الحالية هي سلاحف مياه عذبة، إلا أن أسلافها المنقرضين كانوا يعيشون في بيئات مالحة. هذا الاكتشاف يضيف موقعًا جغرافيًا جديدًا لتوزيع هذه المجموعة، ويشير إلى احتمال أن تكون منطقة البحر الأبيض المتوسط هي الموطن الأصلي لها.

مشاركة المقال: