الثلاثاء, 2 سبتمبر 2025 05:09 PM

الدورة الشهرية والاكتئاب: دراسة تكشف العلاقة وتوضح أعراض "تفاقم الاكتئاب ما قبل الحيض"

الدورة الشهرية والاكتئاب: دراسة تكشف العلاقة وتوضح أعراض "تفاقم الاكتئاب ما قبل الحيض"

ليس مجرد شعور عابر، فوفقًا لتقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، تعاني أكثر من نصف النساء المصابات بالاكتئاب من تفاقم الأعراض في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية، وهي حالة تعرف باسم «تفاقم الاكتئاب ما قبل الحيض» (PME).

ما هو PME؟

تشير الدراسات إلى أن حوالي 58% من النساء المصابات بالاكتئاب قد يشعرن بازدياد الحزن، أو الذنب، أو انعدام القيمة، أو فقدان الاهتمام والمتعة قبل نزول الدورة الشهرية.

كما أظهرت دراسة حديثة في مجلة BMJ Mental Health أن النساء اللواتي يتتبعن أعراضهن يسجلن أدنى معدلات للمزاج من ثلاثة أيام قبل الحيض وحتى يومين بعده.

الفرق بين PME وPMS وPMDD

غالبًا ما يتم الخلط بين PME و«متلازمة ما قبل الحيض» (PMS)، التي تقتصر على أعراض جسدية مثل الانتفاخ والتقلصات، بالإضافة إلى القلق وتغير المزاج. كما يشبه أحيانًا «اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي» (PMDD)، وهو اضطراب مزاجي مدرج منذ عام 2013 في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية DSM-5.

الفرق الجوهري، وفقًا للخبراء، ليس في نوع الأعراض بل في توقيت ظهورها:

  • في PMDD: تظهر الأعراض فجأة خلال منتصف الدورة وتختفي فجأة مع نزول الدورة.
  • في PME: الأعراض موجودة دائمًا بسبب الاكتئاب الأساسي، ولكنها تزداد حدة قبل الدورة.

على الرغم من عدم وجود معايير تشخيص رسمية لـ PME، يُعالج المريض استنادًا إلى الاضطراب الأساسي.

كيف تعرفين إذا كنتِ مصابة بـ PME؟

الأعراض لا تقتصر على الاكتئاب وحده؛ بل يمكن أن تشمل اضطرابات أخرى مثل القلق، الوسواس القهري، أو اضطرابات الأكل. ولكن في حالة PME المرتبط بالاكتئاب، تسوء الأعراض عادةً في الفترة من 7 إلى 14 يومًا قبل الحيض.

قد تشعرين بحزن عميق، تعب وانسحاب اجتماعي، بل وحتى بزيادة في الأفكار الانتحارية. غالبًا ما تهدأ الأعراض مع بداية الدورة، ولكن توقيتها قد يختلف من شهر لآخر.

من المهم الإشارة إلى أن PME ليس سببه خلل هرموني، بل حساسية غير طبيعية في الدماغ تجاه التغيرات الهرمونية الطبيعية. أو كما وصفته خبيرة علم النفس جاكلين روس: “دماغك يتصرف وكأنه متحسس من دورتك الشهرية.”

ما الذي يمكنك فعله؟

  • تتبعي الأعراض: سجّلي مشاعرك يوميًا على مدار دورتين متتاليتين.
  • ابحثي عن طبيب يستمع إليك: إذا رفض الطبيب الاستماع لمعاناتك، انتقلي إلى آخر أكثر تفهمًا.
  • العلاج النفسي: مثل العلاج بالقبول والالتزام (ACT)، العلاج السلوكي الجدلي (DBT)، أو العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، والتي تساعد في تكييف مهارات التكيف مع الدورة.
  • الأدوية: مضادات الاكتئاب SSRIs تُعد خط العلاج الأول، وقد يوصى برفع الجرعة في الأيام الحرجة. حبوب منع الحمل التي تحتوي على دروسبيرينون أو إيثينيل إستراديول قد تكون خيارًا لبعض النساء.
  • الروتين الصحي: النوم المنتظم، الغذاء المتوازن، والرياضة ليست علاجًا بحد ذاتها، ولكنها تخفف من حدة الأعراض. حتى المشي 20 دقيقة يمكن أن يكون مفيدًا.
  • خطة أمان: لأن النساء المصابات باضطرابات ما قبل الحيض أكثر عرضة للأفكار الانتحارية، من الضروري وضع خطة أمان مع الفريق الطبي.

ليست كل النساء المصابات بالاكتئاب يعانين من تفاقم الأعراض قبل الدورة، ولكن إذا لاحظتِ هذا النمط فهو أمر حقيقي وليس مجرد «PMS عادي».

مشاركة المقال: