اللاذقية-سانا: في سماء ريف اللاذقية الشمالي، وتحديداً في منطقة البدروسية، انطلقت أول مبادرة شبابية من نوعها في سوريا لتجربة الطيران الشراعي. يقود هذه المبادرة الشاب ماهر حمود، ابن مدينة جسر الشغور، الذي يهدف إلى نشر ثقافة هذه الرياضة في البلاد.
يأتي هذا المشروع بعد أكثر من عشر سنوات قضاها حمود في الدراسة والتدريب في تركيا، حيث حصل على شهادات دولية مكنته من المشاركة في بطولات عالمية واعتُمد كمدرب محترف.
موقع مثالي وتجربة بانورامية
وقع اختيار ماهر حمود على منطقة البدروسية لما تتمتع به من ارتفاع وطبيعة مفتوحة تسهل عملية الإقلاع والتحليق. إضافة إلى ذلك، تقدم المنطقة مشهداً بانورامياً فريداً يجمع بين البحر والجبال، مما يضفي على التجربة طابعاً سياحياً مميزاً. وأشار حمود إلى أن الفريق تمكن من التحليق على ارتفاع 500 متر، وكان الهدف الوصول إلى 900 متر، لكن الظروف الجوية حالت دون ذلك.
رياضة متاحة وآمنة
أوضح حمود أن الطيران الشراعي يعتمد على جناح خاص يلتقط التيارات الهوائية، ويرتبط بمقعد عبر أحبال متينة. كما توجد إمكانية لإضافة محرك صغير على شكل مروحة للرحلات الطويلة. وأكد أن هذه الرياضة لا تتطلب لياقة بدنية عالية، وتناسب الأشخاص الذين لا يتجاوز وزنهم 95 كغ، مع الالتزام الكامل بإجراءات السلامة، بما في ذلك مراقبة سرعة الرياح وتجهيز مظلات احتياطية.
رؤية مستقبلية وطموح عالمي
يطمح حمود إلى نشر هذه الرياضة بين الشباب السوري، بغض النظر عن العائد المادي للمشروع. وأشار إلى أن التحديات الحالية تتركز في الحصول على التراخيص الرسمية. كما أعرب عن طموحه في تكوين جيل قادر على تمثيل سوريا في المنافسات الدولية في الطيران الشراعي والقفز المظلي، وتعزيز مكانة البلاد كوجهة سياحية لمحبي المغامرة.
تعتبر مبادرة الطيران الشراعي في البدروسية خطوة رائدة نحو دمج الرياضات الجوية في المشهد السوري. وبفضل الجهود الشبابية والطموح الوطني، تتجسد رؤية مستقبلية لتطوير السياحة الرياضية والمغامرات الآمنة. ومع تجاوز التحديات التنظيمية، تفتح هذه التجربة آفاقاً جديدة أمام الشباب السوري في عالم التحليق.