الجمعة, 29 أغسطس 2025 02:30 AM

روسيا تشن هجوماً واسعاً على كييف وتستهدف منشآت دبلوماسية وتقتل مدنيين

روسيا تشن هجوماً واسعاً على كييف وتستهدف منشآت دبلوماسية وتقتل مدنيين

في تصعيد خطير، نفذت روسيا ضربة عسكرية واسعة النطاق على أهداف في أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل 17 مدنياً على الأقل، بينهم أطفال، في العاصمة كييف، وإلحاق أضرار بالغة بالمباني السكنية. يأتي هذا الهجوم في ظل تعثر الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى تسوية سلمية، مما يثير تساؤلات حول إمكانية إنهاء الحرب.

أكدت موسكو أن الهجوم استهدف "المجمع العسكري-الصناعي" في أوكرانيا، إلا أن الضربات طالت أيضاً مقر بعثة الاتحاد الأوروبي والمجلس الثقافي البريطاني، الأمر الذي أثار إدانة دولية واسعة.

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها نفذت ضربة استهدفت "مؤسسات للمجمع العسكري-الصناعي وقواعد جوية في أوكرانيا"، مؤكدة أنها حققت أهدافها. ووفقاً للسلطات الأوكرانية، قُتل 17 شخصاً على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال، في الهجوم الجوي الروسي الواسع على كييف ليل الأربعاء الخميس. واعتبر الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن موسكو تفضل الصواريخ على التفاوض لإنهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

على الرغم من ذلك، أعلنت روسيا أنها لا تزال "مهتمة" بمباحثات السلام، لكنها ستواصل شن ضربات على أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين رداً على سؤال لوكالة "فرانس برس" إن "القوات المسلحة الروسية تؤدي مهماتها… تواصل ضرب الأهداف العسكرية" والمنشآت المرتبطة بها. وأضاف: "في الوقت عينه، تبقى روسيا مهتمة بمواصلة عملية التفاوض. الهدف هو تحقيق أهدافنا بالوسائل السياسية والديبلوماسية".

من جهته، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالقصف الروسي، مجدداً دعوته إلى وقف إطلاق النار، وفق ما صرح المتحدث باسمه في بيان. وأورد البيان أن "الهجمات على المدنيين والبنى التحتية المدنية تنتهك القانون الإنساني الدولي، وهي غير مقبولة ويجب أن تتوقف فوراً".

أعلن رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا عن تضرر مقر بعثة الاتحاد الأوروبي في كييف جراء الهجوم. وفي السياق ذاته، استدعى الاتحاد الأوروبي سفير روسيا بعد تضرر مقر بعثته في الضربات على كييف. وأعلنت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس استدعاء مبعوث موسكو بعد تضرر مقر بعثة التكتل جراء ضربات روسية على كييف ليل الأربعاء الخميس. وأفادت كالاس على منصة إكس بأنها تحدثت إلى أفراد البعثة، وأكدت أن "عزمهم على مواصلة دعم أوكرانيا يمنحنا القوة. يجب ألا تكون أي بعثة ديبلوماسية هدفاً". وأضافت: "رداً على ذلك، سنستدعي المبعوث الروسي في بروكسل".

اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن الضربات الروسية على كييف تظهر أن موسكو لن يثنيها شيء عن "ترهيب" أوكرانيا. وقالت فون دير لايين للصحافيين إن الهجوم "كان الأكثر حصداً للأرواح في العاصمة منذ تموز/يوليو… هو أيضاً اعتداء على بعثتنا"، مضيفة أنه "يظهر أن الكرملين لن يثنيه شيء عن ترهيب أوكرانيا والقتل الأعمى للمدنيين، الرجال، النساء والأطفال، وحتى استهداف الاتحاد الأوروبي".

وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"الترهيب والهمجية" اللذين تمارسهما روسيا في حق أوكرانيا، وكتب على منصة إكس: "629 صاروخاً وطائرة مسيّرة في ليلة واحدة على أوكرانيا: هذه هي إرادة السلام الروسية. ترهيب وهمجية"، مندداً بـ"أشد العبارات بهجمات لا معنى لها ووحشية مبالغ فيها".

اتهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"تخريب الآمال بتحقيق السلام" في أوكرانيا، وقال إن "بوتين يقتل الأطفال والمدنيين ويخرّب الآمال بتحقيق السلام. يجب أن يتوقف حمام الدم هذا"، مؤكداً أن الضربات أدت كذلك إلى "تضرر" مبنى المجلس الثقافي البريطاني في العاصمة.

يأتي الهجوم، وهو من الأكبر منذ اندلاع الحرب مطلع عام 2022، في وقت تتعثر الجهود الديبلوماسية الأخيرة للتوصل إلى تسوية للحرب، خصوصاً عقب اللقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق من آب/أغسطس الجاري.

مشاركة المقال: