الأربعاء, 27 أغسطس 2025 11:57 PM

تمام حسين طعمة: شاعر سوري يجمع بين الهندسة، الشعر، وتجربة المنفى

تمام حسين طعمة: شاعر سوري يجمع بين الهندسة، الشعر، وتجربة المنفى

دمشق-سانا: تتداخل في مسيرة الشاعر السوري الشاب تمام حسين طعمة، المولود في ريف دمشق عام 1989، رحلة أدبية متصاعدة مع خلفية علمية وتجربة نضالية، مما جعله اسماً لامعاً بين الأصوات الشعرية السورية المعاصرة. جمع طعمة بين شغفه بالأدب، ودراسة الهندسة، والانخراط في الثورة السورية.

في حديث خاص لـ سانا، استعرض طعمة جوانب من حياته الشخصية والأدبية، وتوقف عند تحديات القمع والمنفى والجوائز، وتحدث عن رؤيته لمستقبل الأدب السوري في ظل التحولات الراهنة.

البدايات والانطلاقة

يقول طعمة: "نشأت في أسرة تعمل بالزراعة، ودرست في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بدمشق، لكن حبي للشعر والأدب لازمَني منذ الصغر، حيث كنت أجد نفسي بين كتب مكتبة والدي".

مع بداية الثورة السورية عام 2011، أشار طعمة إلى مشاركته في المظاهرات في حي الميدان بدمشق ومناطق في ريف دمشق، مما عرضه للملاحقة الأمنية وأجبره على ترك دراسته الجامعية والتفرغ للقراءة والكتابة.

الثورة وبروز التجربة الشعرية

يرى طعمة أن تجربته الشعرية لم تتبلور بوضوح قبل عام 2011، حيث كانت محاولاته "بسيطة ومتقطعة". لكن الظروف التي فرضها التوقف عن الدراسة والوضع السياسي والاجتماعي، جعلت من الشعر ملاذاً له ومساحة للتعبير، فانطلقت تجربته من صرخات المظلومين وأجواء المظاهرات.

الإصدارات بين الشعر والمسرح

أصدر طعمة ديوانين شعريين هما "ظلّ يفرّ من الجسد" عن دار موزاييك في إسطنبول، و"إلى آخر الريح" عن دار المكتبة العربية في القاهرة، بالإضافة إلى عمله المسرحي "الدجاج يتعلم الطيران" الذي فاز بجائزة ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي.

سجل حافل بالجوائز

منذ عام 2016، حصل طعمة على جوائز عربية متعددة في الشعر والقصة والمسرح والمقال. كانت أولها جائزة من رابطة شعراء العرب عام 2017 عن قصيدة تناولت حلب. وتوالت بعدها الجوائز من لبنان ومصر والمغرب والجزائر وتركيا، كما تم تكريمه غيابياً في متحف أحمد شوقي بالقاهرة.

وأوضح طعمة أنه نال جائزة أنطون سعادة في بيروت، وجائزة مئذنة الأزهر الشريف في مصر، وجائزة كمال خير بك في حمص، وجائزة الأم سيدة القصائد في الجزائر، وجائزة سفراء الأدب في المغرب، وجائزة أوسكار المبدعين العرب في القاهرة، وجائزة ملتقى الأدباء السوريين في تركيا، بالإضافة إلى وصوله إلى القائمة القصيرة في مسابقتي نيرفانا في السودان والهالة في مصر (دورة أحمد خالد توفيق).

محطات المنفى والعودة

تحدث طعمة عن سنوات القمع والملاحقة التي تعرض لها، مبيناً أنه أصيب بجراح وفقد شقيقيه محمد ونزار خلال الثورة السورية، وبقي محاصراً في بيته حتى عام 2019، قبل أن يخرج منه إلى لبنان، ثم ينتقل إلى مصر، ليعود إلى سوريا بعد سقوط النظام.

رؤية أدبية لما بعد التغيير

وقال طعمة: "قبل سقوط النظام البائد كان الأدب أداة تطبيل للديكتاتورية مهما بلغت قيمته الفنية، أما اليوم فنحن نعيش أجواء من الحرية تتيح للأدباء التعبير عن أنفسهم بأشكال غير مسبوقة، هذه الأجواء تبشر بمرحلة جديدة في الأدب السوري، رغم أن مسألة الجودة تبقى رهن ذائقة المتلقي".

وفيما يتعلق بتأثير التكنولوجيا على الإبداع، عبّر طعمة عن مخاوفه من الإفراط في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، معتبراً أنها قد تضع الأدب أمام "مأزق وجودي" إن لم يُستخدم التقدم التقني بشكل مسؤول.

تطلعات وأمل

واختتم طعمة حديثه بالقول: "المستقبل هو الأمل... سقوط النظام أعاد للسوريين ثقتهم بأنفسهم، وأنا أؤمن بأن المرحلة القادمة ستكون ناصعة في تاريخ سوريا".

ودعا طعمة المؤسسات الثقافية، وفي مقدمتها وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب، إلى منح مزيد من الفرص للأصوات الشابة والمشاريع الجديدة، مؤكداً أن نهضة سوريا الأدبية لن تتحقق إلا من خلال تمثيل التعدد والتجدد، بعيداً عن إعادة تدوير الرموز القديمة.

مشاركة المقال: