الإثنين, 25 أغسطس 2025 02:13 AM

تصعيد في اليمن: إسرائيل تستهدف صنعاء وتدعي ضرب مواقع لـ"أنصار الله" قرب القصر الرئاسي

تصعيد في اليمن: إسرائيل تستهدف صنعاء وتدعي ضرب مواقع لـ"أنصار الله" قرب القصر الرئاسي

أعلن الجيش الإسرائيلي عن استهداف قواته لمواقع عسكرية تابعة لجماعة "أنصار الله" في العاصمة اليمنية صنعاء، الأحد، مشيراً إلى أن من بين الأهداف مواقع قرب القصر الرئاسي، بالإضافة إلى محطات كهرباء ومنشأة لتخزين الوقود.

وجاء في بيان للجيش أن هذه الضربات تأتي "رداً على الهجمات المتكررة التي شنها نظام الحوثي الإرهابي ضد دولة إسرائيل ومدنييها، بما في ذلك إطلاق صواريخ أرض-أرض وطائرات مسيّرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة".

وأقر الجيش الإسرائيلي باستهداف القصر الرئاسي اليمني ومحطتي طاقة في صنعاء، الخاضعة لسيطرة الجماعة.

وأوضح الجيش في بيانه أن "طائرات حربية أغارت بتوجيه استخباري على بنى تحتية عسكرية في صنعاء، من بينها مجمع عسكري يضم القصر الرئاسي ومحطتيْ الطاقة حزيز وأسار، بالإضافة إلى موقع لتخزين الوقود كان يستخدم لأنشطة الحوثي العسكرية".

وزعم الجيش أن "القصر الرئاسي الذي تم استهدافه داخل المجمع العسكري، تدار من داخله الأنشطة العسكرية لقوات النظام الحوثي".

وأضاف أن الغارات جاءت بسبب "اعتداءات متكررة ضد إسرائيل ومواطنيها شملت إطلاق صواريخ أرض-أرض، ومسيرات نحو الأراضي الإسرائيلية" من قبل "أنصار الله".

كما ادعى أن "نظام الحوثي يعمل بتوجيه وتمويل إيراني لضرب إسرائيل وحلفائها، ويستغل المجال البحري لتفعيل القوة والأنشطة الإرهابية التي تستهدف سفن تجارة وشحن في المجال البحري الدولي".

وأفادت قناة المسيرة عن استشهاد شخصين وإصابة خمسة آخرين في حصيلة أولية للغارات الإسرائيلية.

وذكرت القناة في خبر عاجل على حسابها على منصة اكس عن سقوط "شهيدين و5 جرحى جراء العدوان الإسرائيلي على محطة شركة النفط في صنعاء في حصيلة أولية".

وشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية جديدة على صنعاء، في أحدث عدوان على اليمن.

وذكرت قناة "المسيرة" الفضائية ووكالة الأنباء "سبأ" التابعتان لأنصار الله أن "العاصمة صنعاء تتعرض حاليا لعدوان صهيوني".

وأفادت القناة بأن الغارات استهدفت محطة شركة النفط بشارع الستين وسط صنعاء ومحطة حزيز الكهربائية جنوبها.

ونقلت عن مصدر بوزارة الدفاع بحكومة أنصار الله (غير معترف بها) قوله: "دفاعاتنا الجوية تمكنت من تحييد أغلب الطائرات الإسرائيلية المشاركة في العدوان على صنعاء وإجبارها على المغادرة".

وأفاد شهود عيان للأناضول بسماع دوي انفجارات قوية هزت صنعاء، التي تسيطر عليها جماعة الحوثي.

وفي إسرائيل، نقلت إذاعة الجيش عن مصدر أمني لم تسمّه قوله إن "سلاح الجو يهاجم حاليا صنعاء".

وذكرت القناة "14" العبرية أن الطيران الإسرائيلي نفذ هجمات متزامنة ضد ما ادعت أنها "بنى تحتية إرهابية للحوثيين" في اليمن.

وأشارت إلى أن الهجمات جاءت بعد وقت قصير من الكشف عن نتائج تحقيق للجيش الإسرائيلي خلص إلى أن الحوثيين أطلقوا للمرة الأولى على وسط إسرائيل الجمعة الماضي صاروخا يحمل رأسا حربيا قابلا للانشطار.

واعتبرت القناة أن الهجمات الجديدة على صنعاء تشير إلى أن "صبر إسرائيل قد نفد" تجاه الحوثيين.

ورداً على الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة، يشن الحوثيون هجمات على إسرائيل باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة، إضافة إلى استهداف سفن مرتبطة بها أو متجهة نحوها.

وتبذل الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي "أمان" وجهاز الموساد جهودا مكثفة لبناء قاعدة أهداف واسعة النطاق لضرب مراكز ثقل جماعة "أنصار الله" في اليمن، وذلك في ظل تصاعد التهديدات التي تمثلها الصواريخ والطائرات المسيرة المنطلقة من هناك نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية، على ما أفاد الموقع الإلكتروني "واللا".

وبحسب مصادر سياسية، تحدث إليها الموقع الإلكتروني، فإن إسرائيل لا تستطيع الامتناع عن الرد على الهجمات الحوثية، الأمر الذي يلزم الجيش الإسرائيلي بالتحضير لعملية عسكرية نوعية، لكن مختلفة في النهج عن العملية الأميركية الأخيرة التي فشلت في القضاء على قدرات الجماعة.

وأكدت المصادر أن الخطة الإسرائيلية تقوم على تجميع أهداف متعددة تشمل المنظومة الاستخباراتية، الموانئ، القدرات العسكرية والصناعة الدفاعية الحوثية، بحيث يؤدي ضربها المتزامن إلى إحداث أضرار جسيمة.

وفي هذا السياق، كشفت تقارير عن محاولة اغتيال استهدفت رئيس أركان الجماعة، محمد عبد الكريم الغماري، أثناء تناوله الطعام مع كبار المسؤولين، لكن العملية فشلت في اللحظات الأخيرة.

وتشير تقديرات عسكرية إسرائيلية إلى أن مراكز ثقل الجماعة مخفية في منشآت تحت الأرض، ما يجعل استهدافها تحديا معقدا، خاصة أن الاستخبارات الإسرائيلية لا تملك صورة كاملة عن مواقعها.

ومع ذلك، تؤكد المصادر السياسية أن "الحوثيين خاضعون للضغط"، وأن الضربات يجب أن تكون مركبة وشاملة.

العملية الأميركية التي سبقت التحركات الإسرائيلية حملت اسم "الفارس الخشن"، واستمرت من مارس حتى أيار/مايو، ونفذ خلالها الجيش الأميركي أكثر من ألف غارة جوية استهدفت مواقع القيادة والسيطرة وأنظمة الدفاع الجوي ومسارات الإمداد الحوثية.

وأسفرت العملية عن استشهاد المئات من مقاتلي "أنصار الله"، وتدمير منشآت ومخازن أسلحة، لكنها لم تنجح في وقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة.

كما تكبدت واشنطن خسائر فادحة، أبرزها إسقاط سبع طائرات مسيرة تبلغ قيمة الواحدة منها نحو 30 مليون دولار، إضافة إلى إسقاط مقاتلة "إف-18″، بسبب حادث أمني.

ورغم حجم الأضرار، أظهرت الجماعة قدرة على الصمود، مما دفع الإدارة الأميركية إلى تفضيل مسار المفاوضات عبر وساطات إقليمية، انتهت بوقف لإطلاق النار دون إشراك إسرائيل.

وبحسب مصادر إسرائيلية مطلعة، فإن ضعف إنجازات العملية الأميركية قوض مصداقية قائد القيادة المركزية الأميركية المنتهية ولايته، الجنرال مايكل كوريلا، داخل البيت الأبيض، الأمر الذي شجع إسرائيل على التفكير في أساليب جديدة ومختلفة لمواجهة الجماعة، خاصة مع التقديرات بأنهم سيحاولون توسيع نطاق هجماتهم بمجرد بدء أي مناورة عسكرية إسرائيلية واسعة في قطاع غزة.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و686 شهيدا، و157 ألفا و951 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 289 فلسطينيا، بينهم 115 طفلا حتى الأحد.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

مشاركة المقال: