أثار فيديو انتشر على منصات التواصل الاجتماعي يظهر ضبط متسول يمتلك ثروة كبيرة داخل منزله في دمشق جدلاً واسعاً بين المتابعين. انقسمت الآراء بين من اعتبره ذكياً يستغل الظروف، ومن وصفه بأنه نصاب يستحق العقاب.
أفادت مصادر محلية بأن الشرطة في مركز دمشق ألقت القبض على المتسول في إطار جهودها لمكافحة ظاهرة التسول المنتشرة في المدينة. وخلال تفتيشه، عُثر بحوزته على مبلغ 850 ألف ليرة سورية، مما استدعى اقتياده إلى منزله في منطقة المزة. هناك، تفاجأت الشرطة بشقة فاخرة مفروشة بأثاث باهظ، لا تعكس حياة المتسولين المعتادة.
اعترف المتسول بأن زوجته وأبنائه يشاركونه في التسول في نفس المنطقة، حيث يقومون بجمع الأموال يومياً في المنزل. وكشف الفيديو عن وجود مبالغ مالية متراكمة تصل إلى حوالي 160 مليون ليرة سورية (ما يعادل نحو 16 ألف دولار)، الأمر الذي صدم عناصر الشرطة.
تنوعت ردود فعل السوريين على هذه الواقعة. رأى البعض أن المشكلة تكمن فيمن يعطون المال للمتسولين، معتبرين أنه "لا يوجد متسول محتاج فعلاً". بينما اعتبر آخرون أن هذه الحالات تسيء إلى سمعة المحتاجين الحقيقيين، مؤكدين أن البعض يستغل الناس ويضر بالمجتمع.
تجدر الإشارة إلى أن التسول ظاهرة منتشرة على نطاق واسع في معظم المدن السورية، ويشارك فيها مختلف الفئات العمرية من أطفال ونساء ورجال ومسنين، على الرغم من القوانين التي تجرم تشغيل الأطفال في التسول وتعتبره نوعاً من الاتجار بالبشر.
تأتي هذه الظاهرة في ظل ظروف اقتصادية صعبة تمر بها البلاد، حيث يعاني أكثر من 12 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، وتشهد معدلات الفقر ارتفاعاً حاداً، إذ وصلت إلى 90% في الوقت الحالي مقارنة بـ 33% قبل الحرب. ويعاني نحو ثلثي السكان من فقر مدقع، مما يستدعي ضرورة إعادة بناء الاقتصاد وتحسين الظروف المعيشية.
إرم نيوز