السبت, 23 أغسطس 2025 08:49 AM

معرض وفيلم في معضمية الشام: توثيق مأساوي لمجزرة الكيماوي يجسد الألم

معرض وفيلم في معضمية الشام: توثيق مأساوي لمجزرة الكيماوي يجسد الألم

ريف دمشق-سانا: في مدينة لا تزال تعاني من آثار الجراح، استضافت معضمية الشام مساء أمس معرضاً فنياً وفيلمًا وثائقيًا يخلدان ذكرى مجزرة الكيماوي المروعة التي ارتكبها النظام البائد في 21 آب 2013. تحولت جدران المعرض إلى أرشيف بصري ينطق بلغة الألم والمأساة، ويحفظ الحقيقة من النسيان.

اللون الأصفر يرمز إلى الموت الصامت

ضم المعرض خمسين لوحة فنية تنوعت بين الواقعية والتكعيبية، تجسد الألم والمأساة من خلال عروض مرئية مؤثرة. سعى الفنانون إلى ترسيخ صور الضحايا في الذاكرة، فرسموا سماء ليلة المجزرة القاتمة، وعبروا عن آهات الأبرياء الذين سقطوا بصمت. استخدم الفنانون اللون الأصفر، رمزًا لغاز السارين السام، لتجسيد الكارثة، كما صوروا بشار الأسد مكبلاً بالأغلال، تعبيرًا عن ضرورة محاسبته على جريمته.

الفنانة التشكيلية عبير عبيد، المشرفة على المعرض، صرحت لـ سانا أن الأعمال الفنية استغرقت سنوات لرسمها منذ وقوع المجزرة في آب 2013، وتم جمعها خلال 20 يومًا للمشاركة في إحياء ذكرى هذه الفاجعة بعد التحرير، والتي أودت بحياة العشرات من الشهداء، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

الفنانة الشابة جنى وائل الشيخ، من أهالي مدينة المعضمية، استلهمت من بيكاسو أسلوبًا للتعبير عن التحدي والتأمل، وقدمت أربع لوحات تجسد وجوه الضحايا وجرائم النظام البائد بأسلوب تعبيري مؤثر. أما صديقتها إسراء إسماعيل، فاختارت أن تسير على خطى دافنشي ومونيه، وقدمت ست لوحات مستوحاة من ذاكرة المدينة، معبرةً عن الألم الذي عاشه الأهالي في تلك الليلة، والمطالبات بمحاسبة المجرمين وإحقاق الحق والعدل.

فيلم يوثق اللحظة بصدق

الفيلم التوثيقي، الذي عرض خلال الفعالية، كان بمثابة مذكرات بصرية تستحضر أحداث الفاجعة، التي بدأت بقصف المدينة بأكثر من عشرة صواريخ أرض-أرض محملة بغاز السارين السام فجر 21 آب. يبدأ الفيلم بمشهد لانبعاث الغازات السامة، حيث يطارد شبح الموت أبناء المدينة.

على مدى 28 دقيقة، عرض الفيلم مشاهد حية ومفصلة توثق لحظات الرعب والفزع، حيث يركض الناس والمسعفون وهم يحملون أجسادًا ترتجف وسط صرخات الأطفال والعجائز والنساء. كما عرض الفيلم مشاهد لأم تحاول إنقاذ أطفالها، وفتاة تستنجد بأخيها، وممرض يسعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. تضمن الفيلم شهادات حية من شهود عيان على المجزرة، من بينهم أطباء وممرضون وإعلاميون ومثقفون وذوي الضحايا، أبرزها شهادة امرأة فقدت خمسة من أطفالها.

اختتمت الفعالية بمشاركة المنشد الفلسطيني إبراهيم الأحمد، القادم من مدينة طرابلس اللبنانية، لترسل الفعالية رسائل عدالة وغضب وحزن لضحايا لن ننساهم.

تعد مجزرة الكيماوي واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها النظام البائد بحق المدنيين في غوطتي دمشق عام 2013، في هجوم مباغت استخدم فيه غاز السارين المحظور دولياً، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 1400 مدني، بينهم 200 طفل وامرأة، وإصابة آلاف آخرين بأعراض اختناق وتسمم مروعة.

مشاركة المقال: