كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن تفاصيل ما وصفته بالخطوات التي أدت إلى "هزيمة" حزب الله في لبنان خلال العام الماضي. وذكرت الصحيفة أنه بينما كانت تل أبيب تتوقع رداً إسرائيلياً على ضربات الحزب، كانت وحدات خاصة من الجيش الإسرائيلي تنفذ عمليات سرية داخل الأراضي اللبنانية.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الوحدات نفذت حوالي 200 عملية وُصفت بـ "الجريئة"، مشيرة إلى أنها تحدثت مع مقاتلين شاركوا في هذه العمليات، والذين كشفوا عن الاستعدادات والتحديات التي واجهتهم في طريقهم نحو تحقيق ما اعتبروه "هزيمة ساحقة لحزب الله".
وبينت الصحيفة أن القوات الإسرائيلية عملت على إضعاف قدرات حزب الله وإزالة التهديدات في المناطق اللبنانية، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية وتعطيل مصادر تمويله في المنطقة الحدودية. وأشارت إلى أن هذه العمليات سبقتها ليالٍ طويلة من التخطيط والبحث والتنفيذ، وأن القوات كانت تعود إلى بعض المواقع بشكل متكرر لإجراء المزيد من الأبحاث المتعمقة. وذكرت أن بعض العمليات استغرقت أكثر من ليلة واحدة، بمشاركة الوحدات العملياتية والقيادة الشمالية والمخابرات العسكرية والقوات الجوية والبحرية.
وأكدت الصحيفة أن الوحدات الإسرائيلية التي عملت في لبنان تعتبر من بين الأفضل في الجيش الإسرائيلي، وتمتلك قدرات عالية في العمل السري. وأشارت إلى أن العمليات جرت دون وقوع خسائر كبيرة، باستثناء عملية واحدة أصيب خلالها ثلاثة مقاتلين إثر انفجار عبوة ناسفة.
وأضافت أن شعار العملية كان ترك أقل قدر ممكن من الآثار التي تدل على وجود قوة إسرائيلية في الأراضي اللبنانية، مؤكدة أن حزب الله أدرك في مرحلة ما أن الجيش الإسرائيلي قادر على الوصول إلى أي مكان.
ونقلت الصحيفة عن ضابط إسرائيلي قوله إن الوحدات كانت تهدف إلى بث شعور بالاضطهاد في صفوف عناصر حزب الله، من خلال الحصول على معلومات استخباراتية مهمة. وأكد أن هذه العمليات مكنت إسرائيل من الدخول في الحرب البرية من موقع أقوى بكثير.
كما أشار الضابط إلى أنه عندما وصل مع وحدة المظليين إلى قرية كفركلا، صادف أحد عناصر حزب الله داخل نفق كان موثقاً مسبقاً، مبيناً أنه كان يعرف مواقع فتحات التهوية التي يمكن للمسلحين الخروج منها، وهو ما أثر على مفهوم القتال بأكمله.