الجمعة, 22 أغسطس 2025 09:35 AM

بنوك الدم في دمشق تعاني نقصًا حادًا في الزمر السلبية وسط جهود لخفض الأسعار وتأمين المخزون

بنوك الدم في دمشق تعاني نقصًا حادًا في الزمر السلبية وسط جهود لخفض الأسعار وتأمين المخزون

تشهد بنوك الدم في سوريا نقصًا ملحوظًا في الزمر الدموية السلبية، مما يضع عبئًا إضافيًا على المرضى الذين يجدون صعوبة في تحمل تكاليف أكياس الدم، خاصةً أولئك الذين يحتاجونها بشكل منتظم بسبب أمراض وراثية مثل فقر الدم المنجلي.

الدكتور مصطفى الجازي، مدير بنك الدم في دمشق، صرح لعنب بلدي بأن الزمر السلبية مثل (O-، AB-، A-) تعتبر نادرة مقارنة بالزمر الإيجابية، وهي ظاهرة عالمية. وأشار إلى أن هذا النقص يتفاقم في حالات الطوارئ التي تتطلب كميات كبيرة من الدم، مما يؤدي إلى استنزاف المخزون بشكل سريع.

يزيد من حدة المشكلة غياب قاعدة بيانات مركزية للمتبرعين وضعف الوعي المجتمعي بأهمية التبرع بالزمر النادرة، مما يعيق الوصول إلى المتبرعين في الوقت المناسب.

ماذا عن الأسعار؟

أكد الجازي أن أسعار أكياس الدم لم تتغير منذ ما قبل سقوط حكومة النظام السابق، موضحًا أن المبلغ المطلوب لا يمثل ثمن الدم نفسه، بل يغطي تكاليف المستهلكات الطبية وحفظ الدم والفحوص المخبرية اللازمة لضمان سلامته. وأشار إلى أن هناك قرارات جديدة قيد الإعداد تهدف إلى خفض الأسعار وتأمين المستلزمات الطبية الناقصة.

شهدت بعض الفترات نقصًا في الأكياس الفارغة نتيجة لتأخر التوريدات والقيود المفروضة على الاستيراد. ومع ذلك، يجري حاليًا طرح مناقصات جديدة لتأمين الأكياس الأحادية والثنائية، مع تنويع مصادر التوريد والتنسيق مع مختلف الشركات والمنظمات لضمان توزيع المخزون بشكل أفضل.

بالتوازي مع ذلك، يتم إطلاق حملات إعلامية وميدانية بالتعاون مع الجامعات والمعاهد لتشجيع الشباب على التبرع بالدم، مع التأكيد على أن التبرع عمل طوعي وليس إلزاميًا.

قاعدة بيانات إلكترونية

يجري العمل حاليًا على إنشاء قاعدة بيانات إلكترونية تتيح للمتبرعين تسجيل بياناتهم وتحديد مواقعهم الجغرافية، مما يسهل التواصل معهم عند الحاجة، خاصة في حالات نقص الزمر النادرة. وأوضح الجازي أن هذه الفكرة ستشجع على التبرع المنتظم، لكنها تحتاج إلى وقت لتحقيق النتائج المرجوة.

أشار مدير بنك الدم إلى أن الإدارة تسلمت البنك في دمشق ببنية تحتية متهالكة، حيث كان تابعًا لوزارة الدفاع سابقًا ومعزولًا عن القطاع الصحي. وأضاف أن الإدارة تعمل حاليًا بأجهزة قديمة وكادر محدود بعد مغادرة عدد كبير من الموظفين، ولذلك تُطرح خطط لإعادة المفصولين وفتح باب التوظيف بالتنسيق مع الوزارات المعنية.

كما يجري إدخال تقنيات جديدة لتتبع الوحدات الدموية وتعزيز مخابر الجودة، بهدف ضمان سلامة الفحوص. وفي شباط الماضي، نفذت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، بالتعاون مع وزارة الصحة وإدارة بنوك الدم وبمشاركة من المجتمع المحلي، حملة تبرع بالدم في عدة محافظات لدعم المخزون، واستمرت طوال الشهر. وتكررت هذه الحملات في مناطق أخرى أيضًا، بما في ذلك حملة تبرع في مدينة صوران وبلدة قمحانة بريف حماة الشمالي، لسد النقص في بنك الدم، في أيار الماضي.

مشاركة المقال: