فؤاد مسعد: من مدينة السلمية، تنطلق أولى خطوات تحديث وتطوير صالات السينما في سوريا، حيث عادت صالة "سينما سلمية" إلى الحياة بعد سنوات من الانقطاع، لتكون حافزاً لصالات أخرى في المحافظات السورية.
بعد آخر تحديث لصالة سينما الزهراء في حلب منذ حوالي عشر سنوات، وصالة الكندي عام 2019 التابعة للمؤسسة العامة للسينما، يطل نور جديد مع افتتاح "سينما سلمية"، ليشكل بارقة أمل بعد معاناة طويلة للصالات السينمائية وإغلاق العديد منها.
التقينا بمدير المشروع، يامن داوود، الذي تحدث عن وضع الصالة قبل الترميم، والدافع وراء تحديثها، قائلاً: "اخترت اسم 'سينما سلمية' تكريماً للمدينة وتاريخها الثقافي والفني، ليكون رمزاً لنهضة تعيد الحياة إلى الفن السابع في سلمية".
وعن حال الصالة قبل التجديد، أوضح داوود أنها كانت مغلقة منذ عام 1998، مهجورة ومتهالكة، وقد فقدت بريقها، بينما أصبحت اليوم صرحاً عصرياً مجهزاً بأحدث التقنيات، بجهاز عرض احترافي وشاشة عملاقة ونظام صوت محيطي متطور، تتسع لـ 375 شخصاً، مع إمكانية استضافة المؤتمرات والندوات والفعاليات الثقافية والموسيقية والمسرحية.
أما عن الدافع وراء التجديد، فأكد داوود أنه مزيج من الحنين والرغبة في خدمة المدينة، مشيراً إلى أن الفن والسينما قادران على جمع الناس، وأن الوقت قد حان لفتح هذا الباب من جديد، مع الاعتماد على فريق محترف في الترميم والتجهيزات الحديثة، مع الحرص على الحفاظ على الروح الأصلية للمكان.
وأوضح أن المشروع قام على جهود ذاتية، وتحقق النجاح بفضل الإصرار والشغف، ودعم مجموعة من الأصدقاء وأبناء المدينة الذين آمنوا بالفكرة.
وأكد داوود وجود جمهور متعطش للسينما في سلمية، وأن الدراسات الأولية وردود الأفعال تؤكد أن الناس متحمسون لعودة العروض السينمائية، وأن الصالة ستكون نقطة جذب للفعاليات والأنشطة.
وعن الأفلام التي ستعرض، أشار داوود إلى أن الخطة تتضمن تقديم عروض سينمائية متنوعة، من الأفلام العربية والعالمية، الكلاسيكية والحديثة، مع إبرام اتفاقيات مع موزعين محليين وإقليميين لتأمين أحدث الأفلام، بالإضافة إلى العروض المسرحية والحفلات الموسيقية والأمسيات الشعرية.
"سينما سلمية" ليست مجرد صالة عرض، بل نافذة على العالم، وجسر يربط الماضي بالحاضر، وتؤكد أن الفن لا يموت.
(اخبار سوريا الوطن 1-صحيفة الثورة )