الإثنين, 18 أغسطس 2025 02:03 PM

مبادرة "ذاكرة وانتماء" تنعش متحف دمشق الوطني بجولة تاريخية للشباب

مبادرة "ذاكرة وانتماء" تنعش متحف دمشق الوطني بجولة تاريخية للشباب

دمشق-سانا: احتفاءً باليوم العالمي للشباب، نظمت منظمة سلام بالتعاون مع منظمة بنفسج جولة في متحف دمشق الوطني ضمن مبادرة "ذاكرة وانتماء". هدفت الجولة إلى تعريف الشباب بالمعالم الأثرية في دمشق من خلال تجربة تفاعلية فريدة.

شارك في الجولة عشرات الشبان والشابات الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عاماً. قُسّم المشاركون إلى فريقين، تواجد أحدهما أمام واجهة قصر الحير الغربي والآخر في القاعة الشامية، ثم تبادل الفريقان الموقعين بعد تقديم شرح وافٍ عن كل منهما.

أشارت فاطمة محمد بلطة، المتطوعة في المتحف وخريجة قسم الآثار وماجستير الدراسات الإسلامية، إلى أن قصر الحير الغربي بُني في عام 727 ميلادي في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك. نُقلت واجهة القصر من بادية الشام إلى المتحف في خمسينيات القرن الماضي، وتتميز بزخارفها العربية والإسلامية وعناصرها الهندسية والنباتية، مما يعكس جمال العمارة والزخرفة في العهد الأموي.

أوضح خالد هرغل، مراقب المتحف، أن القاعة الشامية، الموجودة في الجانب الشمالي من المتحف، نُقلت من قصر الزعيم الوطني جميل مردم بيك في حي الحريقة، والذي أهداها لمديرية الآثار والمتاحف. خُصصت القاعة لاستقبال كبار ضيوف الدولة بعد افتتاحها رسمياً عام 1962، وتُعد من أروع أعمال الفنان محمد علي الخياط، حيث تمثل بانوراما لدمشق تتجلى فيها فنونها العريقة. كما نُقش نهج البردة على أحد جدرانها.

تاريخ بناء متحف دمشق الوطني

عرّف هرغل المشاركين بتاريخ المتحف، موضحاً أن القسم الأول منه في موقعه الجديد بجانب التكية السليمانية بُني عام 1936، بعد انتقاله من المدرسة العادلية. توسع المتحف لاحقاً ليضم خمسة أقسام رئيسية: عصور ما قبل التاريخ، حضارة سوريا القديمة (بما فيها مملكتا إيبلا وماري)، الآثار الكلاسيكية السورية (التي تعود إلى عهود اليونان والرومان والبيزنطيين)، القسم العربي الإسلامي، والقسم الأخير للفنون التشكيلية السورية الحديثة.

أضاف هرغل أن حرم المتحف في الهواء الطلق يضم حديقة مستقلة تعرض أجمل ما أبدعه الفن السوري في مختلف العصور.

تجول المشاركون في أنحاء المتحف، واكتشفوا مملكة تدمر والحياة اليومية فيها، ومنتجاتها المحلية والتجارة وعلومها، وقاعة دورا أوربوس، والحضارة البيزنطية، واختتموا الجولة بمعلومات قيمة عن تاريخ بلدهم.

بين الرياضة والثقافة.. لعبة تاريخية مشوقة

في أجواء حماسية، قُسّم المشاركون إلى خمس مجموعات لتنفيذ ألعاب تتناول أهم الأماكن والمدن الأثرية السورية، والحرف اليدوية القديمة، إضافة إلى الأغاني والمعزوفات التراثية.

أوضحت المهندسة علا عبد الله، رئيس مجلس أمناء منظمة سلام، في تصريح لمراسلة سانا، أن الهدف من الفعالية هو التعريف بالتنوع الثقافي في سوريا، وإطلاع الشباب عليه، وتعزيز مفاهيم قبول الآخر، والمساهمة في حماية التراث الوطني. وأشارت إلى أن الفعالية ستتبعها نشاطات أخرى مخصصة لليافعين في الأسبوع المقبل.

يُذكر أن فعالية "ذاكرة وانتماء" انطلقت الأسبوع الماضي في دمشق القديمة وشملت بيت فارحي وفندق تاليسمان وغاليري مصطفى علي.

يحتفل العالم باليوم العالمي للشباب في 12 آب من كل عام، بعد أن اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاحتفال بهذا اليوم في عام 1999، وأوصت بتنظيم أنشطة لزيادة الوعي ببرنامج العمل العالمي للشباب، بهدف إشراك الشباب وتمكينهم في مختلف المجالات لتحقيق التنمية المستدامة.

مشاركة المقال: