الأحد, 17 أغسطس 2025 07:53 PM

دمى الذكاء الاصطناعي للأطفال: هل هي ألعاب بريئة أم خطر يهدد الصحة النفسية؟

دمى الذكاء الاصطناعي للأطفال: هل هي ألعاب بريئة أم خطر يهدد الصحة النفسية؟

في سعيها الدؤوب لدمج الذكاء الاصطناعي في كل جوانب الحياة، تثير شركات التكنولوجيا جدلاً واسعاً حول أحدث ابتكاراتها وتأثيرها المحتمل على الأجيال القادمة. فقد بدأت بعض الشركات بتسويق دمى محشوة مزودة بروبوتات دردشة، كبديل للأطفال عن قضاء وقت طويل أمام الشاشات.

إلا أن هذه الخطوة قوبلت بانتقادات وتحفظات كبيرة. ففي تقرير لها في صحيفة نيويورك تايمز، كشفت الصحافية أماندا هيس عن تجربتها مع دمية "Grem" التي طورتها شركة ناشئة تُدعى Curio. وأعربت هيس عن شعورها بأن اللعبة تحاول بناء رابط عاطفي معها، الأمر الذي دفعها إلى استبعاد فكرة السماح لأطفالها باستخدامها، واصفة إياها بأنها ليست مجرد "دمية محشوة متطورة"، بل أقرب إلى "بديل للأب أو الأم".

وترى هيس أن هذه الألعاب، على الرغم من أنها قد تبعد الأطفال عن شاشات الهواتف والتلفاز، إلا أنها تحمل رسالة ضمنية مفادها أن الأجهزة الذكية هي الوجهة النهائية لفضول الطفل، مما قد يعزز التعلق المبكر بالتكنولوجيا.

وعلى الرغم من ذلك، سمحت هيس لأطفالها باللعب مع دمية "Grem" بعد أن قامت بإزالة صندوق الصوت منها، لتعود الدمية إلى وظيفتها التقليدية كدمية محشوة. ولاحظت أن أطفالها استمتعوا بها بنفس القدر، قبل أن يعودوا لاحقًا لمشاهدة التلفاز.

وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد المخاوف بشأن هلوسات الذكاء الاصطناعي، حيث أظهرت العديد من التجارب أن روبوتات الدردشة قد تقدم معلومات غير دقيقة أو حتى ضارة. كما حذرت تقارير سابقة من خطورة نشوء روابط عاطفية بين الأطفال وهذه الروبوتات، لما قد يترتب على ذلك من تأثيرات نفسية وسلوكية غير متوقعة.

وفي خضم هذا الجدل، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن أن تصبح هذه الدمى وسيلة تربوية مفيدة، أم أنها مجرد خطوة أخرى نحو تعزيز الاعتماد العاطفي والتقني على الذكاء الاصطناعي منذ الطفولة؟

مشاركة المقال: