الأحد, 17 أغسطس 2025 11:14 PM

قمة ألاسكا: لوفيغارو تكشف عن المسكوت عنه في لقاء ترامب وبوتين

قمة ألاسكا: لوفيغارو تكشف عن المسكوت عنه في لقاء ترامب وبوتين

ذكرت صحيفة لوفيغارو أن قمة ألاسكا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين شهدت نقاشات محتملة حول قضايا عديدة، لكن المؤتمر الصحفي الختامي خيم عليه الصمت.

أشار تقرير أليكسيس فيرتشاك في الصحيفة إلى أن التنازلات الإقليمية، والعقوبات الثانوية، والطاقة النووية، والضمانات الأمنية، واتفاقية التجارة كانت مواضيع مطروحة للنقاش. ومع ذلك، لم يتم الإعلان عن أي نتائج ملموسة، مما جعل القمة تثير تساؤلات أكثر مما تقدم إجابات، على الرغم من اللهجة الودية التي طغت على اللقاء.

وصف ترامب اللقاء بأنه "مثمر للغاية"، بينما وصفه بوتين بأنه "بناء"، مما يعكس الأجواء الإيجابية التي سادت القمة. وقد استقبل الرئيس الأميركي نظيره الروسي بحفاوة، حيث رافقه في سيارة "الوحش" وشاهدا قاذفات الشبح بي 2 ومقاتلات إف 22، قبل تبادل المصافحات والابتسامات.

على الرغم من تصريح ترامب السابق عن "خيبة أمله الكبيرة من بوتين"، لم يشهد اللقاء صدامًا كبيرًا بين الزعيمين، على عكس ما حدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته للبيت الأبيض، حيث تعرض لانتقادات حادة من ترامب ونائبه جيه دي فانس، حسب وصف الصحيفة.

أوضحت الصحيفة أنه لا يوجد خلاف، ولكن لا يوجد اتفاق أيضًا، مما يستدعي انتظار "الصفقة الكبرى" التي تحدث عنها ترامب الأسبوع الماضي، طمعًا في الحصول على جائزة نوبل للسلام. وأضاف "لم نصل إلى هناك بعد، لكننا أحرزنا تقدمًا".

في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، قال ترامب إن الأمر يعتمد الآن على الرئيس زيلينسكي لإنجاز هذا الأمر، ودعا الدول الأوروبية إلى التدخل. واقترح ترامب قمة ثلاثية مع أوكرانيا، وهو ما رحب به زيلينسكي، مؤكدًا أن معالجة القضايا الرئيسية ممكنة على مستوى القادة، وأن الصيغة الثلاثية مناسبة لهذا الغرض.

اتفق الجميع على أن أفضل طريقة لإنهاء الحرب المروعة بين روسيا وأوكرانيا هي الانتقال مباشرة إلى اتفاق سلام ينهي الحرب، وليس إلى اتفاق وقف إطلاق نار بسيط، غالبًا ما لا يصمد.

أشارت الصحيفة إلى أن القمة لم تتطرق إلى إمكانية تقديم أوكرانيا تنازلات إقليمية لروسيا، التي ضمت 4 مناطق أوكرانية، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، على الرغم من إشارة ترامب إلى ضرورة "تبادل الأراضي".

ومن بين القضايا التي لم يتم التطرق إليها، موضوع وقف إطلاق النار ريثما يتم التوصل إلى اتفاق سلام نهائي، وهو مطلب يسعى إليه الأوروبيون، وقد أكده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرًا، بينما يرفضه الروس.

بعد ساعات قليلة من القمة، أعلن ترامب على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي أن أفضل سبيل لإنهاء الحرب في أوكرانيا هو الانتقال مباشرة إلى اتفاق سلام، وليس إلى وقف إطلاق نار بسيط، معتبرًا أن واشنطن تنحاز في هذه النقطة إلى موسكو.

من بين القضايا التي أحرزت بعض التقدم، مسألة الضمانات الأمنية المقدمة لأوكرانيا، حيث عرضت الولايات المتحدة على أوكرانيا "ضمانة أمنية تشبه المادة الخامسة من حلف شمال الأطلسي (ناتو) المتعلقة بالدفاع الجماعي، ولكن دون عضوية رسمية في الحلف"، وهو ما قد يعني وعد الروس بعدم السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى الناتو، مع ضمان مستوى معين من الدعم العسكري لكييف.

كان ترامب قد هدد بفرض عقوبات ثانوية في حال فشل المفاوضات، لكن هذا التهديد لم يعد قائمًا بعد قمة ألاسكا. وصرح الرئيس الأميركي بأنه لا يرى ضرورة للتفكير في الأمر، بعد ما حدث في القمة.

ومع ذلك، لا يوجد استئناف للتعاون الاقتصادي قبل اتفاق سلام، ولم يصل ترامب إلى حد رفع بعض العقوبات الحالية، على الرغم من إشارة وزير التجارة الروسي يوري أوشاكوف إلى احتمال إقامة "مشاريع واسعة النطاق ذات منفعة متبادلة"، مؤكدًا أن "المصالح الاقتصادية لبلدينا تلتقي في ألاسكا والقطب الشمالي".

على الرغم من أن ترامب أثار إمكانية إبرام اتفاقية تجارية مع موسكو، ولا سيما بشأن المعادن النادرة، ومعاهدات نووية، فإنه لم يكشف عن أي شيء بخصوص هذه النقطة خلال المؤتمر الصحفي المشترك.

وخلصت لوفيغارو إلى أنه لم يتم إحراز أي تقدم رسمي، مع استمرار الصمت بشأن جميع القضايا الحساسة، مثل مطالبات روسيا الإقليمية، كما بدا أن ترامب استبعد أي قيود اقتصادية على روسيا لإجبارها على التفاوض، ولم يحدد بشكل ملموس أسس صفقة روسية أميركية رئيسية.

مشاركة المقال: