أفادت وسائل إعلام عبرية يوم الجمعة بأن الجيش الإسرائيلي تلقى أوامر بالاستعداد لاجتياح الأجزاء المتبقية من مدينة غزة، وذلك في سياق العمليات الجارية في القطاع منذ 22 شهراً.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الجيش الإسرائيلي تلقى أوامر بالاستعداد لاحتمال الدخول البري بعد أسبوع من موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغر (الكابينت) على خطة احتلال غزة.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوة من غير المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ قبل حلول شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، وخلال هذه الفترة ستواصل القوات الإسرائيلية عملها الروتيني المخطط له، مع احتمال إجراء تغييرات في جداول الجيش الأسبوعية في سياق التحضير للعملية البرية المتوقعة.
وأشارت إلى أن الاقتحام البري يتوقف على محاولة إسرائيل إجلاء نحو مليون فلسطيني من سكان مدينة غزة وضواحيها إلى جنوب القطاع، منوهة إلى أن القوات الاحتياطية تلقت الأمر 8، ما يعني الاستعداد للعملية البرية في غزة.
وكان “الكابينت” قد أقر في 8 أغسطس/ آب الجاري خطة طرحها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، الأمر الذي أثار انتقادات عالمية واحتجاجات داخلية اعتبرتها بمثابة “حكم إعدام” بحق الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية.
وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير الفلسطينيين، البالغ عددهم نحو مليون نسمة، إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية.
ويلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها، ضمن حرب متواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي وقت سابق يوم الخميس، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية الخاصة أن الجيش الإسرائيلي يعتزم استدعاء ما بين 80 ألفا و100 ألف عسكري احتياط للمشاركة في عمليته المحتملة لاحتلال مدينة غزة.
والأربعاء، صدّق رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير على “الفكرة المركزية” لخطة إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، بما في ذلك مهاجمة منطقة الزيتون جنوب مدينة غزة التي بدأت الثلاثاء.
وسبق أن احتلت إسرائيل قطاع غزة لمدة 38 سنة بين عامي 1967 و2005، ويعيش فيه حاليا نحو 2.4 مليون فلسطيني، وتحاصره منذ 18 سنة.
وأثار اعتزام إسرائيل إعادة احتلال قطاع غزة انتقادات رسمية وشعبية في أنحاء العالم، مع تحذيرات من مزيد من الضحايا الفلسطينيين جراء حرب الإبادة وسياسة التجويع الممنهجة.
ووفق إعلام عبري، من المتوقع أن تستمر العملية العسكرية حتى العام المقبل في مدينة غزة ومحافظة شمال القطاع.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت العمليات الإسرائيلية 61 ألفا و776 شهيدا و154 ألفا و906 مصابين فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 239 شخصا، بينهم 106 أطفال.