تشهد مدينة حلب تراجعًا ملحوظًا في ساعات وصل الكهرباء، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة. ورغم التصريحات الرسمية التي تحدثت عن مرحلة تجريبية لزيادة ضخ الغاز نحو محطات التوليد، إلا أن الواقع يشير إلى استمرار المعاناة.
محافظ حلب، عزام الغريب، أوضح عبر حسابه على “انستجرام” في 13 آب الحالي، أن المحافظة لم تعلن عن زيادة مباشرة لساعات الوصل إلى عشر ساعات يوميًا. وأشار إلى أن المرحلة الأولى من المشروع التجريبي بدأت بضخ الغاز لمحطات التوليد في حلب وحمص.
وعود بالزيادة تصطدم بالواقع
أفاد الغريب بوجود تسريبات وأعطال في مواقع مختلفة، نتيجة لأعمال التخريب التي وقعت خلال السنوات الماضية، مما أخر تنفيذ الخطة بشكل كامل. وأضاف أن المرحلة الأولى ستشهد زيادة بمعدل ساعتين خلال أسبوع، على أن تتبعها مرحلة ثانية بعد استقرار الضخ، لزيادة ساعات التغذية بمعدل خمس ساعات إضافية.
وعزا المحافظ النقص الحالي إلى موجة الحر التي زادت الاستهلاك، بالإضافة إلى تهالك البنية التحتية والضغط المتزايد على الشبكة. وكانت الكهرباء في حلب قد تراجعت بعد انقطاع خط حماة-حلب، قبل أن تعود إلى وضعها المعتاد بأربع ساعات وصل يوميًا، ثم تراجعت مرة أخرى مع ارتفاع الحرارة.
معاناة الأهالي تتفاقم
في حي الميسر، يعاني السكان من غياب شبه كامل للكهرباء منذ أكثر من أسبوع، حيث لا تتجاوز ساعات الوصل ساعة واحدة في أحسن الأحوال، وأحيانًا تمر أيام دون تغذية، بحسب معتز الحسين، أحد سكان المنطقة. وأوضح أن هذا الوضع يجبر العائلات على الاعتماد على المولدات التجارية، مع ما يصاحب ذلك من تكاليف باهظة وضجيج مستمر.
وفي بستان القصر، أكد عبد الله حمو أن انقطاع الكهرباء لفترات طويلة يجعل تشغيل الأجهزة المنزلية الأساسية أمرًا صعبًا، خاصة البرادات التي تفسد محتوياتها بسبب الحرارة. وأشار إلى أن ساعات الوصل القصيرة غالبًا ما تأتي في أوقات غير مناسبة.
أما في حي صلاح الدين، فيصف عبد المنعم طحان، صاحب محل للمواد الغذائية، وضع الكهرباء بأنه أسوأ مما كان عليه قبل شهر، مع تزايد الانقطاعات المفاجئة وتلف الأجهزة الكهربائية، مما يزيد من اعتماد الأهالي على وسائل بديلة غير آمنة.
وفي الأحياء الغربية، ورغم التحسن النسبي في معدل التغذية مقارنة بالشرقية، تعاني مناطق مثل الميرديان من انقطاعات متكررة بسبب سوء حالة الكابلات القديمة، بحسب سامر صائغ، أحد السكان. وأضاف أن الإصلاحات تتأخر غالبًا، مما يزيد من معاناة السكان والتجار.
جهود لإعادة المحطات إلى الخدمة
وكان مدير الشركة العامة لكهرباء حلب، محمود الأحمد، قد ذكر في 27 تموز الماضي، أن أسباب التقنين الطويل تعود إلى عطل في أحد خطوط التوتر العالي بين حلب وحماة، بالإضافة إلى الفصل المفاجئ في مجموعات التوليد بالمحطة الحرارية.
وأشار مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، خالد أبو دي، إلى أن عملية التوليد شهدت استقرارًا جزئيًا بعد إعادة عنفات محطات جندر، دير علي، الناصرية، بانياس، وتشرين إلى الخدمة. وأكد استمرار العمل على موازنة الشبكة لضمان تغذية جميع المحافظات، مع الإشارة إلى أن القنيطرة ما زالت خارج الخدمة بسبب عطل، بينما أُعيد التيار إلى درعا والسويداء بعد إصلاح خط دير علي- الكسوة.