عُقد في وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث اليوم اجتماع تنسيقي في دمشق لبحث أفضل السبل للاستجابة الطارئة في محافظتي السويداء ودرعا. يأتي هذا الاجتماع في إطار الجهود المشتركة لتعزيز التنسيق الميداني وضمان وصول المساعدات والخدمات الإنسانية إلى جميع المتضررين من الأحداث الأخيرة.
أكد المشاركون في الاجتماع، الذي ضم عدداً من الوزراء والمحافظين وممثلي المنظمات الدولية والأممية، على ضرورة الاستجابة العاجلة لتوفير الاحتياجات المتزايدة للنازحين داخل وخارج محافظة السويداء. كما شددوا على أهمية التعاون والتنسيق المشترك وتأمين وصول الوفود والمنظمات لتقييم الاحتياجات في مراكز الإيواء وخارجها، معربين عن استعدادهم للتعاون لتوفير الاحتياجات اللازمة. استعرض المشاركون أيضاً نوعية وحجم الاستجابة التي قدمتها كل منظمة، وسعيهم للوصول إلى جميع المتضررين وفق التقييم الذي أعدته وزارة الطوارئ.
قدمت وزارة الطوارئ خلال الاجتماع عرضاً حول الاحتياجات التي يجب تأمينها للنازحين في مراكز الإيواء وخارجها، والبالغ عددهم نحو 170 ألف نازح داخل السويداء وخارجها. وأشار وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح في تصريح للصحفيين إلى أن الاستجابة الطارئة من قبل المنظمات الدولية للنازحين لا تزال ضعيفة، على الرغم من تعهد الحكومة بتأمين وصول آمن لجميع الفرق إلى داخل السويداء وإلى مراكز الإيواء المنتشرة في محافظتي درعا وريف دمشق. وأضاف أن الوزارة على اتصال وتنسيق دائم مع جميع المنظمات الدولية والمحلية، وتم تقديم البيانات التي تؤكد حجم الكارثة والمعاناة التي تواجه النازحين.
أكد الصالح استعداد الوزارة لتأمين وصول أي قافلة مساعدات إلى وجهتها الأخيرة، بغض النظر عن الجهة التي تقدمها، سواء إلى داخل مدينة السويداء أو إلى مراكز الإيواء أو إلى المدنيين الذين يستضيفون الكثير من الأسر النازحة. وأضاف أن الحكومة تقوم بعملها على أكمل وجه لتأمين الاحتياجات وتوفير المساعدات للنازحين بمختلف أنواعها، وتم إرسال عيادات متنقلة ومحطات وأعمدة كهرباء، وتأمين الوقود لتشغيل محطات المياه والاتصالات، وإصلاح شبكات الكهرباء المتضررة.
من جانبه، أوضح وزير الصحة الدكتور مصعب العلي أن الواقع صعب والتحديات كبيرة، والاحتياجات الطبية والصحية تتزايد، ما يستدعي التحرك بسرعة من قبل جميع الجهات لتأمين متطلبات النازحين الطبية والصحية أينما وجدوا. وأعربت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات عن شكرها لمنظمات المجتمع المدني ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري على جهودهم في تأمين احتياجات النازحين. وأشارت إلى أن التحديات لا تزال كبيرة، ما يتطلب تضافر جميع الجهود للخروج من هذه الأزمة.
بدوره، تحدث محافظ درعا أنور الزعبي عن الاحتياجات التي يترتب على المنظمات تأمينها بالتنسيق مع الحكومة قبل افتتاح المدارس التي باتت مراكز إيواء، موضحاً أنه تم تشكيل غرفة طوارئ في المحافظة لخدمة النازحين. وأشار محافظ ريف دمشق عامر الشيخ إلى أهمية التعاون والتنسيق مع مختلف الجهات والمنظمات لتأمين متطلبات النازحين، مع السعي للخروج بمقترحات واضحة تخفف من معاناتهم.
من جهته، قال محافظ السويداء الدكتور مصطفى البكور إن هناك حاجة إلى حلول دائمة لإخراج النازحين من مراكز الإيواء، تتمثل في المساعدة لإعادة تأهيل وتوفير الخدمات الرئيسية للقرى التي شهدت اشتباكات. وتوجه مدير إدارة المنظمات والمؤتمرات الدولية في وزارة الخارجية والمغتربين سعد بارود بالشكر لجميع المنظمات الدولية، متمنياً استجابة أكبر من قبلها خلال الأيام القادمة.