في إطار جهود تعزيز العلاقات الثنائية بين سوريا والعراق، أجرى وزير الطاقة السوري المهندس "محمد البشير" زيارة رسمية إلى بغداد، حيث التقى برئيس الوزراء العراقي "محمد شياع السوداني" وعدد من المسؤولين لمناقشة سبل إعادة إحياء خط نقل النفط الاستراتيجي الذي يربط بين كركوك وبانياس، بالإضافة إلى تعزيز التعاون المشترك في قطاعي الطاقة والمياه.
وذكرت وزارة الطاقة السورية أن زيارة الوزير السوري إلى العاصمة العراقية تهدف إلى بحث عدد من الملفات الاقتصادية الاستراتيجية، وعلى رأسها إمكانية إعادة تأهيل خط نقل النفط التاريخي الذي يربط حقول كركوك العراقية بميناء بانياس السوري على البحر المتوسط، والذي توقف عن العمل منذ سنوات بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية.
وأكد الجانبان خلال الاجتماع على أهمية هذا المشروع في دعم التكامل الاقتصادي بين البلدين، واتفقا على تشكيل لجنة فنية مشتركة لدراسة الوضع الحالي للخط وتحديد متطلبات إعادة تأهيله، بما يضمن تحقيق منفعة اقتصادية متبادلة. كما بحث الوزير السوري مع نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة ووزير النفط "حيان عبد الغني السواد" سبل تطوير التعاون في مجال الطاقة، بما في ذلك دراسة إنشاء خطوط نقل جديدة لزيادة التبادل النفطي، وتشجيع الاستثمارات المشتركة في هذا القطاع الحيوي.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي "محمد شياع السوداني" خلال استقباله الوزير السوري على "وقوف العراق الداعم لاستقرار سوريا وسيادتها على أراضيها"، معرباً عن رفض بلاده لأي اعتداء خارجي على الأراضي السورية. وأشار السوداني إلى أهمية تعزيز التنسيق بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة، مؤكداً استعداد العراق لدعم سوريا في مختلف المجالات، خاصة في قطاع الطاقة والبنية التحتية.
بدوره، شدد الوزير "البشير" على عمق العلاقات التاريخية بين دمشق وبغداد، لافتاً إلى الفرص الواسعة للتعاون الثنائي، لا سيما في مشاريع الربط الكهربائي والكابل الضوئي القادم من أوروبا عبر سوريا، إضافة إلى الاستثمارات المشتركة في قطاعات النفط والغاز.
إلى جانب ملف الطاقة، عقد الوزير السوري اجتماعاً مع وزير الموارد المائية العراقي "عون دياب عبد الله"، حيث ناقش الطرفان سبل تعزيز التعاون في إدارة الموارد المائية المشتركة، وخاصة فيما يتعلق بنهر الفرات. واتفق الجانبان على تشكيل فريق فني مشترك لتبادل الخبرات وبناء القدرات في مجال إدارة المياه، كما جرت مناقشة أهمية التنسيق حول إطلاقات مياه الفرات، واقترح الجانبان عقد اجتماع ثلاثي يضم سوريا والعراق وتركيا لبحث القضايا المتعلقة بحصص المياه والتحديات المشتركة.
كما تم التطرق إلى اتفاقيتي 1987 و1989 بشأن مياه الفرات، والاتفاق على تشكيل فرق فنية لزيارة مراكز القياس في منطقة جرابلس وإجراء قياسات ميدانية مشتركة، بالإضافة إلى تحديث معدات الرصد لضمان دقة البيانات المائية.
وتأتي هذه الزيارة في إطار الجهود المشتركة لتعزيز التعاون بين سوريا والعراق في المجالات الحيوية، حيث أكد الجانبان أن إحياء خط النفط كركوك-بانياس سيكون له أثر إيجابي كبير على الاقتصادين السوري والعراقي، وأن التعاون في قطاع المياه سيسهم في تحقيق إدارة مستدامة للموارد المشتركة. ومن المتوقع أن تتبع هذه المباحثات زيارات ميدانية للجان الفنية المشتركة لتقييم البنى التحتية، تمهيداً لاتخاذ خطوات عملية نحو إعادة تأهيل خط النفط وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.