الخميس, 14 أغسطس 2025 01:29 AM

القنيطرة: تدهور الأوضاع المعيشية وتفاقم معاناة الأهالي في ظل نقص الدعم

القنيطرة: تدهور الأوضاع المعيشية وتفاقم معاناة الأهالي في ظل نقص الدعم

تعاني محافظة القنيطرة، الواقعة في أقصى الجنوب الغربي لسوريا على حدود الجولان المحتل، من أوضاع معيشية متدهورة تزداد صعوبة مع مرور الأيام. ويأتي هذا التدهور في ظل غياب شبه كامل للدعم الإنساني والاهتمام الرسمي، خاصةً بالنسبة للأهالي الذين فقدوا مصادر رزقهم وأراضيهم نتيجة للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.

تاريخياً، تعتمد القنيطرة على الزراعة وتربية المواشي كمصدر رئيسي للدخل، إلا أن المواسم الزراعية تضررت بشدة في السنوات الأخيرة بسبب الجفاف وعمليات التوغل الإسرائيلية التي أعاقت وصول المزارعين إلى أراضيهم. بالإضافة إلى ذلك، أدى ارتفاع أسعار الأعلاف والوقود إلى تخلي العديد من السكان عن تربية المواشي.

ومع استمرار الأزمة الاقتصادية في سوريا، أصبحت هذه المحافظة النائية أشبه بمنطقة منسية. يروي أبو حسام، أحد الأهالي، لمنصة سوريا 24 أن المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى القنيطرة منذ بداية سقوط نظام الأسد كانت محدودة للغاية، قائلاً: "لم نتلق سوى شح من المساعدات، ربما مرة أو مرتين فقط، وهي لا تكفي لتغطية أبسط الاحتياجات، بينما تتفاقم الأوضاع المعيشية يوماً بعد يوم". ويضيف أن العديد من العائلات كانت تعتمد على دخل موظف حكومي أو على بضع رؤوس من الماشية، ولكن اليوم "انقطع مصدر الدخل تماماً".

من بين القصص المؤلمة التي تتكرر في أحياء القنيطرة وريفها، معاناة العائلات التي فقدت أبناءها أو اعتُقل ذووها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة. إحدى العائلات، المؤلفة من ثلاث أخوات وأطفالهن، وجدت نفسها بلا معيل بعد اعتقال أزواجهن، ويعانين من ظروف معيشية "تحت الصفر"، دون أي تدخل من الجهات المعنية أو المنظمات الإنسانية.

كما يعيش أهالي الشهداء والأيتام أوضاعاً مشابهة، حيث لا يجدون من يمد لهم يد العون، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى المساعدة الطارئة، سواء على صعيد الغذاء أو الرعاية الصحية أو الدعم النفسي.

في ظل هذه الظروف، يوجه أبناء القنيطرة نداءً عاجلاً إلى الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية، لتكثيف حضورها في المحافظة، وتقديم الدعم اللازم للعائلات المتضررة، خصوصاً أولئك الذين فقدوا أراضيهم ومصادر رزقهم أو يقبع ذووهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين أن صمت العالم عن معاناتهم لن يزيد الأمور إلا سوءاً.

مشاركة المقال: