أكد مراسل منصة في حماة استمرار اندلاع الحرائق في مناطق متفرقة من سهل الغاب بريف حماة لليوم الثاني على التوالي، حيث لا تزال النيران تشتعل في المساحات الحراجية.
وأشار المراسل إلى أن الحريق الذي اندلع في نقطة حراجية قرب قرية “فقرو” الواقعة غرب حماة، يبعد نحو كيلومتر واحد عن المناطق المأهولة، مما يقلل من خطر امتداده المباشر إلى التجمعات السكانية، وفقاً للتقديرات الأولية.
وأوضح أن جهوداً متواصلة تُبذل من قبل فرق الإطفاء العاملة في الميدان، والتي تضم عناصر من فوج إطفاء الغاب والدفاع المدني، بمساندة من أفراد المجتمع الأهلي المحلي، في محاولة للسيطرة على الحريق ومنع توسعه إلى مساحات أوسع.
وأفاد بأن الحريق اندلع في منطقة تقع على أحد المنحدرات الجبلية شديدة الانحدار، ما جعل وصول الآليات الثقيلة إلى موقع الحريق أمراً بالغ الصعوبة، إذ لا يمكن للشاحنات الإطفائية والجرافات الوصول بشكل مباشر إلى بؤر النيران بسبب وعورة التضاريس والطرق الوعرة.
وأكد المراسل أن الفرق تعمل حالياً على إخماد النيران يدوياً، من خلال استخدام المضخات اليدوية وأدوات التحكم في الحريق، إضافة إلى إنشاء خطوط نار احترازية حول محيط الحريق بهدف منع امتداده إلى مناطق جديدة، خاصة مع تزايد سرعة انتشار النيران بفعل الرياح والجفاف الشديد في الغطاء النباتي.
من جهته، ذكر مصدر مسؤول في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب أن فرق الإطفاء ما تزال تواصل جهودها الحثيثة للتعامل مع الحريق الذي اندلع في إحدى النقاط الحراجية بالقرب من موقع “فقرو”، في الجزء العلوي من السفح الشرقي المطل على سهل الغاب.
وأوضح المصدر في حديث لمنصة أن رقعة الحريق توسعت بشكل ملحوظ خلال الساعات الماضية، نتيجة عدة عوامل منها وعورة التضاريس وشدة انحدار الجبل، ووجود بؤر متفرقة للنيران في مناطق صعبة المنال، وجفاف الغطاء النباتي الشديد نتيجة انحباس الأمطار لفترة طويلة، وارتفاع درجات الحرارة ونشاط الرياح.
وأكد المصدر أن فرق الإطفاء، وبمساندة أهالي المنطقة، تبذل جهوداً استثنائية للحد من امتداد النيران، وتُركّز عملها على إخماد البؤر النشطة ومنع انتقال الحريق إلى الأراضي الزراعية المجاورة، خاصة تلك المزروعة بالقمح والقطن، والتي تمثل مصدر رزق لمئات العائلات في المنطقة.
وأشار إلى أن الوضع لا يزال تحت السيطرة نسبياً، لكنه يتطلب تدخلاً مكثفاً ومستمراً، داعياً إلى تعزيز الدعم اللوجستي والتقني لفرق الإطفاء، لا سيما في مجال توفير مضخات متنقلة وطائرات مسيرة لمراقبة بؤر الحريق، أو حتى استخدام طائرات إطفاء خفيفة في حال تفاقم الوضع.
وفي الوقت نفسه، ناشدت الجهات المعنية المواطنين والمخيمات القريبة توخي الحذر، وتجنب إشعال أي نيران في المزارع أو الأراضي المكشوفة، خشية تفاقم الحوادث المشابهة في ظل الظروف المناخية الحالية.
يُذكر أن سهل الغاب، الذي يُعد من أكثر المناطق خصوبة في سوريا، شهد في السنوات الماضية تكراراً لحالات الحرائق، خصوصاً في فصل الربيع والصيف، بسبب مزيج من العوامل الطبيعية والبشرية، ما يستدعي تدخلاً منظماً ووقائياً من قبل الجهات الرسمية لحماية الثروة الزراعية والغابية في المنطقة.
ويستمر العمل الميداني على مدار الساعة، في ظل تفاؤل حذر بإمكانية السيطرة على الحريق خلال الساعات أو الأيام القليلة القادمة، بشرط استقرار الوضع المناخي وعدم ظهور بؤر جديدة.