الثلاثاء, 12 أغسطس 2025 07:27 PM

سلوى دحدوح: تألق سورية في ملتقى أقرأ الإثرائي يجسد طموحات الشباب العربي

سلوى دحدوح: تألق سورية في ملتقى أقرأ الإثرائي يجسد طموحات الشباب العربي

انطلق ملتقى أقرأ الإثرائي، الذي ينظمه مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، يوم الاثنين 28 تموز، بمشاركة 30 طالبًا وطالبة من 14 دولة عربية. يهدف الملتقى، الذي يستمر حتى 10 آب، إلى تقديم تجربة معرفية فريدة من خلال مجموعة متنوعة من المحاضرات والورش والحوارات التي يقدمها نخبة من الكتاب والمفكرين والأدباء.

يُعد هذا الملتقى جزءًا من مسابقة أقرأ في دورتها العاشرة، حيث يمر المشاركون بعدة مراحل تشمل التسجيل والتصفيات والمقابلات الشخصية، ليتم اختيار خمسين مشاركًا للملتقيين الخاصين بفئتي الصغار والكبار. يسعى ملتقى أقرأ الإثرائي إلى توفير تجربة نوعية للمشاركين من خلال برنامج مصمم خصيصًا لهم، يجمع بين المحتوى الثقافي المتميز والبيئة المحفزة لتطوير المهارات الشخصية والجوانب الإبداعية.

يرتكز الملتقى على العناصر الإنسانية، مما يتطلب خلق بيئة تشجع على استكشاف عوالم القراءة والتعددية الثقافية من خلال برامج متنوعة في مجالات ثقافية مختلفة. يتأهل ستة مشاركين من الملتقى للمشاركة في الحفل الختامي للمنافسة على لقب "قارئ العام للعالم العربي"، الذي سيقام في الفترة من 5 إلى 6 أيلول المقبل.

وفي هذا السياق، عبرت المشاركة السورية سلوى دحدوح في حديثها لصحيفة الوطن عن تجربتها الفريدة في الملتقى قائلة: "بالنسبة لي، لم يسبق لي الاحتكاك مع هذا العدد من الجنسيات والخلفيات في حياتي؛ لذا أشعرتني هذه التجربة بالتجديد والرغبة في التعرف على ثقافات وعادات متنوعة. إضافة إلى ذلك، فإن ممارستنا للنقاش والقراءة بشكل دائم جعلتنا نجتمع على الهموم العربية المشتركة ونشعر بالانتماء غير آبهين بحدود سايكس بيكو".

وأضافت: "اكتشفت أن القراء النهمين استطاعوا بقراءاتهم إخراج الشباب السوريين من الصورة النمطية إلى اعتبارهم شبابًا واعين ومطلعين". وأشارت إلى أن الهم السوري هو ما انطلقت منه في هذه المسابقة، وذكرت أن مراجعتها الأولى كانت عن كتاب "خاوية" لأيمن العتوم، الذي يصور جوانب من الواقع السوري.

وأردفت قائلة: "أتمنى بذلك أن أمثل بلدي بشكل لائق. أعلم أن الشعارات الرنانة مزعجة وأنا لا أحبها، لكنني أود أن يعمل كل منا فيما يحب بكل شغف ويترك الباقي للزمن، إذ إن العمل رمز للنتاج، والسوري سيبقى رمزًا للإبداع طول الدهر". وختمت بالقول: "أما بالنسبة لخططي المستقبلية، فأنا أخطط لزيادة التنويع في قراءاتي بعد الملتقى واستثمار ما تعلمناه".

تُعد مسابقة (أقرأ) تجربة صانعة للتحول تستهدف طلاب وطالبات المدارس والجامعات، بالإضافة إلى المعلمين والمعلمات في الدول العربية. بدأت فصولها الأولى في المنطقة الشرقية عام 2013، لتتوسع وتصبح مسابقة سنوية على مستوى الوطن، وفي عام 2022 امتدت إلى جميع أنحاء الدول العربية كمسابقة إقليمية. تسعى المسابقة إلى نشر ثقافة القراءة وتقدير المعرفة في المجتمع من خلال تقديم برامج ثقافية نوعية تسهم في تمكين القراءة وزيادة الوعي وغرس مفاهيم الاطلاع والقراءة والإنتاج الثقافي المكتوب باللغة العربية.

تعتبر المسابقة تنافسية تهدف إلى تطوير مهارات وقدرات المشاركين في البحث والقراءة والكتابة والنشر والتحرير والإلقاء. يقدم الطالب المشارك مراجعة لكتاب من اختياره ويحكي تجربته الملهمة معه، ويتدرج المشاركون عبر عدة تصفيات للتأهل إلى ملتقى أقرأ الإثرائي الذي يقام في مركز إثراء، حيث يجتمع أفضل القراء المشاركين من جميع أنحاء العالم العربي لخوض تجربة ملهمة. يضم الملتقى مجموعة من المحاضرات والورش والحوارات المتنوعة، ويقدمها نخبة من المثقفين، ويتأهل أفضل المشاركين في ملتقى أقرأ الإثرائي إلى الحفل الختامي.

شارك في المسابقة أكثر من 225 ألف مشارك ومشاركة من جميع أنحاء العالم العربي. وتهدف المسابقة إلى:

  • تحسين مرتبة العالم العربي في المؤشرات العالمية لمعدلات القراءة.
  • رفع الوعي بأهمية القراءة لدى الأفراد والمؤسسات والحكومات.
  • اكتشاف المواهب وتطوير مهاراتهم المعرفية واللغوية وصناعة القدوات.
  • توفير منصة للتواصل الثقافي والمعرفي بين القراء والكتاب.

يحتفي مركز إثراء بالدورة العاشرة لمسابقة أقرأ، وهو ما يميز هذه النسخة لهذا العام. سجل في المسابقة هذا العام أكثر من 192 ألف طالب وطالبة من جميع الدول العربية. تم التركيز في هذه السنة على أن يجمع البرنامج بين الورش المكثفة الطويلة والورش القصيرة، فبعض الورش تستمر على عدة أيام مثل ورشة الكتابة وورشة المناظرة، حتى نجمع بين المهارات التي نريد أن يتعمق القارئ فيها، وبين المعارف التي يحتاج إلى المرور بها واكتشافها.

بالإضافة إلى الورش النوعية المقدمة في الملتقى، ربما يكون أهم أثر في هذه التجربة يتشكل من خلال لقاء المشاركين ببعضهم، كأن يلتقي القارئ في السعودية من المنطقة الشرقية بقارئ آخر في الرياض أو تبوك أو نجران، والقارئ من المغرب أو مصر أو تونس أو العراق. هذا التنوع الثقافي يزرع في المشاركين القدرة على التواصل والحوار الثقافي واكتشاف عوالم في القراءة مختلفة. وهذه واحدة من أهم المهارات التي يسعى الملتقى إلى تعزيزها، وهي قدرة القارئ على مشاركة قراءاتها والتعبير عنها.

كل من يصل للملتقى هو قارئ جيد، وبعضهم يملك حصيلة جيدة من القراءة، لكن بعضهم ربما لم يعتد على مشاركة قراءاته مع الآخرين، لذلك في الملتقى فقرة يومية ثابتة، يقف فيها المشارك أمام باقي المشاركين ويتحدث عن كتاب قرأه، ويدير النقاش والحوار مع بقية المشاركين، وبعض المشاركين بفضل هذه الفقرة عادوا وأنشؤوا أندية قرائية سواء في المدرسة أم الجامعة.

يتم التركيز في الملتقى على تكوين العادات، لأن العادة هي ما يستمر غالبًا، ففي بداية كل يوم يقرأ المشاركون اقتباسًا من كتاب وأحيانًا لوحة فنية أو مقطعًا مرئيًا، ويستلهم المشاركون منها لكتابة أي نص. حتى ينمي فيهم القدرة على التعبير عن الأشياء بمختلف أشكالها.

بقدر ما تسعى المسابقة لاكتشاف القراء النوعيين في العالم العربي، تسعى أيضًا لتقديمهم إلى نماذج وقدوات لجيلهم، وهذا من شأنه أن يرفع الوعي بأهمية القراءة على مستوى الأفراد والمجتمعات، حيث لا يقتصر أثر المسابقة في من وصل للملتقى بل يمتد لكل طالب وطالبة، وأن تكون المسابقة حافزًا للقراءة ومشاركة فعل القراءة.

الوطن – محمد راكان مصطفى

مشاركة المقال: