الإثنين, 11 أغسطس 2025 11:59 PM

الفاو ووزارة الزراعة تطلقان المرحلة الثانية من مشروع تعزيز الصمود المحلي في سوريا لدعم 144 ألف أسرة

الفاو ووزارة الزراعة تطلقان المرحلة الثانية من مشروع تعزيز الصمود المحلي في سوريا لدعم 144 ألف أسرة

دمشق-سانا: أطلقت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) بالتعاون مع وزارة الزراعة السورية اليوم المرحلة الثانية من مشروع تعزيز القدرة على الصمود المحلي في سوريا (BLRS)، وذلك خلال ورشة عمل عقدت في فندق غولدن المزة بدمشق.

تفاصيل المرحلة الثانية:

تهدف المرحلة الثانية إلى تقديم الدعم لـ 144 ألف عائلة في سبع محافظات سورية هي: حمص، حلب، إدلب، دير الزور، ريف دمشق، اللاذقية، حماة. يبدأ المشروع في نيسان الجاري ويستمر حتى آذار 2028.

تشمل هذه المرحلة توفير مدخلات زراعية متنوعة (أعلاف، أسمدة، بذور) لتحسين وتطوير الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وإعادة تأهيل شبكات الري، وتحسين الموارد المائية، وتقديم الدعم للمشاريع والأنشطة التي تزيد الدخل عبر مشروع "نبتة". كما تتضمن تقديم المعلومات والإرشادات اللازمة للحد من الأضرار البيئية، وتمكين المرأة في المجتمع، ومنحها دوراً هاماً في الإنتاج والعملية الزراعية.

وزير الزراعة: المشروع خطوة أساسية لتمكين المزارعين:

أكد وزير الزراعة الدكتور أمجد بدر أن المرحلة الثانية من مشروع بناء الصمود خطوة أساسية لتعزيز قدرات المزارعين وتمكينهم من مواجهة التحديات التي أثرت على الزراعة السورية، خاصة فيما يتعلق بالموارد والمستلزمات الضرورية في ظل الجفاف الذي ضرب سوريا.

وأشار الوزير بدر إلى أن إنجاز المرحلة الأولى وبدء المرحلة الثانية يتيح فرصة لدعم المزارعين واستئناف العملية الزراعية بشكل أفضل، مع توفير الموارد اللازمة من المنظمات، لتحقيق الإنتاجية المطلوبة وتلبية احتياجات المجتمع، مما ينعكس إيجاباً على القطاع الزراعي.

المرحلة الثانية ستركز على النساء المعيلات:

أوضح الممثل المقيم لمنظمة الفاو في دمشق، طوني العتل، أن القطاع الزراعي في سوريا تضرر بشكل كبير خلال السنوات الماضية، مما أثر على الإنتاجية وسبل عيش المزارعين. وأكد على ضرورة تضافر الجهود لإنعاش هذا القطاع وتنفيذ مشاريع تعزز الصمود المحلي وتحسن دخل المزارعين السوريين وتعزز الإنتاجية المحلية.

وأضاف العتل أن المرحلة الأولى من مشروع بناء الصمود المحلي، والتي امتدت من أوائل عام 2022 حتى آذار الجاري، دعمت أكثر من 81700 مزارع. وأشار إلى أن المرحلة الثانية ستركز على النساء المعيلات، والأشخاص ذوي الإعاقة، والأسر النازحة والعائدة المتضررة، والذين لا يمتلكون إمكانيات زراعية، حيث تم اختيار المستفيدين بناءً على مؤشرات محددة ترصدها المنظمة باستمرار، وبالتنسيق مع الحكومة السورية.

محاور المداخلات في الورشة:

تم خلال الورشة استعراض إنجازات المرحلة الأولى من المشروع، والمواقع والشرائح المستهدفة، والنتائج العملية وتأثيرها على العائلات، وجدواها الاقتصادي، والتدخلات السريعة التي نفذتها المنظمة خلال السنوات الماضية.

وأشار المشاركون إلى واقع البذار في سوريا، ومدى جدواها الاقتصادي، والتحديات التي تواجه إنتاجية المحاصيل، وتأهيل الكوادر، وتعويض النقص الناتج عن هجرة الكفاءات، وتقييم أمن البذار، ودعم الأصناف السورية المعتمدة المقاومة للتغيرات المناخية.

كما ناقشوا سبل تمكين المجتمعات الريفية في القطاع الزراعي، وتمكين دور المرأة، وتداعيات الجفاف على المواسم السنوية، وأهم التدخلات العاجلة لوزارة الزراعة لمواجهة التغيرات المناخية، ودعم المزارعين وتأهيل شبكات الري الحديثة.

التشاركية ضرورية لدعم القطاع الزراعي:

استعرض الوزير بدر احتياجات القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني لتحسين الجودة، ودور المشاريع في دعم الإنتاجية، وأهمية التشاركية بين الوزارة ومنظمات المجتمع الأهلي والمنظمات الأممية لدعم القطاع، مع إتاحة المجال أمام استثمارات جديدة ذات جدوى اقتصادية.

المشروع مهم للقطاع الزراعي السوري:

أكد مدير مشروع بناء الصمود المحلي في سوريا بمنظمة الفاو، جايمسون زفيزفاي، أن المشروع المدعوم من الحكومة البريطانية بالتعاون مع وزارة الزراعة السورية سيستهدف المجتمعات الريفية والأسر الهشة، مشيراً إلى أن المشروع خطوة مهمة في تعافي القطاع الزراعي السوري وتعزيز الأمن الزراعي المحلي.

أوضح مدير الاقتصاد والتخطيط الزراعي في وزارة الزراعة، الدكتور سعيد إبراهيم، أهمية هذه المشاريع في تعزيز صمود المزارعين المتضررين من الجفاف والحرائق، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل مع المنظمات الدولية لتعزيز صمود الفلاحين ودعمهم، وتقديم كل ما يحتاجونه ضمن سلسلة القيمة الزراعية.

دعم نظام البذار الوطني في سوريا:

أكد مدير الفريق الفني بمشروع استعادة نظام البذار في سوريا بمنظمة الفاو، المهندس محمد عامر جنيدان، أن دعم نظام البذار الوطني يهدف إلى دعم القطاع الزراعي، وتمكين عمل المؤسسة العامة لإكثار البذار، والهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، وإعادة تفعيل برامج التربية، وإعادة إدراج الأصناف السورية المتأقلمة بيئياً، والتي تمتلك استقرار الغلة الزراعية المقاومة للأمراض والجفاف والحرائق، مشيراً إلى العمل على تطوير القدرات الفنية وإعادة البنية التحتية والتجهيزات والمعدات الزراعية، وتطوير نوعية البذار، وإدخال أصناف جديدة ذات إنتاجية عالية.

يذكر أن مشروع تعزيز القدرة على الصمود المحلي في سوريا انطلق أوائل عام 2022 وامتد حتى شهر آذار لهذا العام، ونفذته منظمة الفاو بدعم من وزارة الشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية، وذلك لتمكين الفلاحين السوريين من تذليل الصعوبات التي اعترضت زراعة أرضيهم، وتأهيل البنية التحتية المطلوبة دون الاعتماد على المساعدات الخارجية.

مشاركة المقال: