الإثنين, 11 أغسطس 2025 07:17 PM

زيارة مفاجئة: عضو الكونجرس الأمريكي يلتقي الرئيس السوري لمناقشة السلام والمساعدات

زيارة مفاجئة: عضو الكونجرس الأمريكي يلتقي الرئيس السوري لمناقشة السلام والمساعدات

التقى عضو الكونجرس الأمريكي، ابراهام حمادة، يوم الأحد 10 آب، بالرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، خلال زيارة إلى سوريا قادمًا من إسرائيل، حسبما ذكر حمادة على موقعه الإلكتروني.

أفاد حمادة: "كنت في سوريا، في رحلة غير مسبوقة من القدس إلى دمشق، لمدة 6 ساعات للقاء الرئيس الشرع لمناقشة إعادة جثمان كايلا مولر إلى عائلتها في أريزونا، والحاجة إلى إنشاء ممر إنساني آمن لتسليم المساعدات الطبية والإنسانية إلى السويداء بشكل آمن، وأن تحقق سوريا التطبيع مع إسرائيل وتنضم إلى اتفاقيات إبراهام".

لم تنشر رئاسة الجمهورية العربية السورية أو وزارة الخارجية والمغتربين السورية أي خبر عن اللقاء مع عضو الكونجرس الأمريكي حمادة، وفقًا لرصد عنب بلدي.

يذكر أن كايلا مولر هي ناشطة أمريكية من مواليد عام 1988، عملت مع منظمات الإغاثة الإنسانية عام 2013، قبل أن يعتقلها تنظيم "الدولة الإسلامية" أثناء مغادرتها مستشفى في حلب، شمالي سوريا. وأعلنت أسرتها وفاتها في ظروف غير واضحة عام 2015، وفقًا لوكالة "رويترز".

حمادة: على الحكومة توفير السلام والأمن

أوضح عضو الكونجرس أن اللقاء مع الشرع يهدف إلى "مناقشة الجهود المتواصلة التي يبذلها حمادة لإعادة الأمريكيين إلى الوطن، وتعزيز السلام من خلال القوة، والدعوة إلى سوريا تتطلع إلى المستقبل وليس الماضي".

أكد حمادة خلال الاجتماع مع الرئيس السوري على ضرورة تصحيح المسار السوري في ضوء الأحداث المأساوية الأخيرة، حسب تعبيره، مضيفًا: "نصحت الرئيس المؤقت الشرع بأنه من أجل بناء سوريا موحدة، يجب على الحكومة توفير السلام والأمن لجميع أبنائها، بمن فيهم المسيحيون والدروز والكرد والعلويون وغيرهم من الأقليات".

وأشار إلى أن هذا هو السبيل الوحيد لبناء سوريا جديدة تعكس تنوعها العرقي والديني.

نشاط في القطاع المالي

أشار عضو الكونغرس حمادة أيضًا عبر موقعه الرسمي إلى أنه لا يزال يدعم قرار الرئيس، دونالد ترامب، برفع بعض العقوبات لمساعدة الشعب السوري وحكومته الجديدة في إعادة بناء بلدهم، ومع ذلك، فهو يعتقد أن على الكونجرس أن يلعب دورًا رئيسيًا في هذه العملية لضمان وفاء الحكومة السورية بالتزاماتها تجاه الولايات المتحدة.

وبين أنه نتيجة لذلك، انخرط وفريقه في جهود مشتركة بين الوكالات للتحقق مما يحدث وما لا يحدث على أرض الواقع في سوريا في خضم هذا الصراع الحالي، معربًا عن امتنانه ودعمه للقيادة القوية للسفير والمبعوث الخاص توماس براك إلى سوريا.

من جانبه، ذكر وزير المالية السوري، يوم الاثنين 11 آب، أنه التقى عضو الكونجرس الأمريكي من أصل سوري ابراهام حمادة خلال زيارته القصيرة إلى دمشق، وناقش معه العلاقة الاقتصادية والمالية بين سوريا والولايات المتحدة.

أوضح برنية في منشور عبر "لينكد إن" أن النقاش مع حمادة تناول أيضًا "الإصلاحات الجارية في القطاع المالي السوري"، و"استكشاف المجالات لمزيد من التعاون"، معربًا عن تفاؤله بشأن مستقبل العلاقات الثنائية.

من ابراهام حمادة

عضو الكونغرس إبراهام حمادة هو عضو في لجنة القوات المسلحة ولجنة شؤون المحاربين القدامى الأمريكية في مجلس النواب، وهو ملتزم بأجندة الرئيس ترامب "السلام من خلال القوة".

قادمًا من إسرائيل

التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في 5 آب، عضو الكونجرس حمادة، في تل أبيب، ضمن وفد من أعضاء الكونجرس الجمهوريين من لجنة الشؤون العامة الأمريكية- الإسرائيلية (AIPAC)، حسبما جاء في منشور لنتنياهو على حسابه الشخصي عبر منصة "إكس".

وقال نتنياهو إن "النائب إبراهام حمادة، جاء إلى إسرائيل برفقة والدته التي نشأت في محافظة السويداء، وعبر عن شكره لي على دعم إسرائيل للدروز في جنوب سوريا".

ناقش نتنياهو مع وفد الكونجرس "مسار الحرب في قطاع غزة، وقضية المساعدات الإنسانية والحملة الكاذبة التي تشنها حماس ضد دولة إسرائيل، وجهود تحرير الرهائن الإسرائيليين"، وأضاف "أجبتُ على أسئلتهم حول القضايا الإقليمية وتوسيع نطاق اتفاقيات إبراهام".

كما التقى حمادة مجموعة من وجهاء الطائفة الدرزية في إسرائيل، على رأسهم الشيخ موفق طريف.

تأتي زيارة حمادة في وقت لا تزال تداعيات أحداث السويداء في تموز الماضي، محورًا أساسيًا في نقاشات الدول المؤثرة في سوريا.

شهدت المحافظة توترات أمنية، بدأت في 12 تموز الماضي، عقب حالات خطف متبادلة بين أبناء حي المقوس ذي الغالبية البدوية، وفصائل محلية، موالية للشيخ حكمت الهجري، تطورت إلى اشتباكات متبادلة في اليوم التالي.

في 14 تموز، دخلت قوات وزارتي الداخلية والدفاع إلى المدنية، بهدف فض النزاع، إلا أنها واجهت مقاومة داخلية، عقب ورود أنباء عن انتهاكات مارستها القوات الحكومية بحق مدنيين.

ودخلت إسرائيل على الخط لتضرب نقاطًا للحكومة في السويداء، إضافة إلى استهداف مقرات حكومية خارجها، أبرزها مقر هيئة الأركان وبالقرب من القصر الجمهوري في العاصمة دمشق، في 16 تموز.

أعلنت الحكومة السورية انسحابها من مدينة السويداء، والتمركز في نقاط على الأطراف، لتبدأ الفصائل المحلية بارتكاب انتهاكات بحق سكان من البدو داخل المدينة، ما دفع المكون العشائري إلى إرسال أرتال للمشاركة بالاقتتال، والتي ارتكبت انتهاكات بحق مدنيين أيضًا.

في 19 تموز، أعلنت الحكومة عن هدنة بين الجانبين، برعاية ودعم دولي، وانخفض التصعيد بعدها باستثناء خروقات محدودة بين الجانبين.

أسفرت الأحداث الدامية في السويداء عن مقتل ما لا يقل عن 1013 شخصًا، بحسب "الشبكة السورية لحقوق الإنسان".

مشاركة المقال: