نظمت هيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين ومؤسسة عنب بلدي ندوة حوارية في فندق البوابات السبع بدمشق، تناولت تأثير الإعلام على الذاكرة الجمعية وخطاب الكراهية. وشهدت الندوة حضوراً لافتاً من الصحفيين وممثلي منظمات المجتمع الأهلي.
أدارت الندوة المدربة الصحفية سلوى عبد الرحمن، وشارك فيها رئيس مجلس إدارة الهيئة ومدير المركز الصحفي والمدرب الدولي أكرم الأحمد، بالإضافة إلى مراسلة جريدة الشرق الأوسط بدمشق الصحفية سعاد جرّوس.
في بداية الورشة، حذر أكرم الأحمد من خطورة خطاب الكراهية المتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتأثيره في نشر الأفكار التقسيمية والدعوات الانفصالية، مشيراً إلى تشوه الذاكرة الجمعية السورية على مدى الستين عاماً الماضية، وتأثير حالة الاستقطاب التي شهدتها سوريا في السنوات الأخيرة على نسيج المجتمع.
وأكد الأحمد أن "النظام البائد" تعمد ربط سوريا بـ"شخص واحد" وتخصيص الوطن به، وإهمال أي ذكر للرموز الوطنية والدينية، وحشو الذاكرة بأسماء وصور وتاريخ الأسد الأب والابن فقط، مستشهداً بشخصية رجل الدولة الوطني فارس الخوري الذي يستحق توثيق حياته وبطولاته، وهو ما تجاهله "النظام البائد".
من جهتها، عبرت جرّوس عن أهمية تحقيق "حلم الحرية" في دمشق، مما يدفع إلى إعادة بناء ذاكرة جديدة بعد ممارسات "النظام البائد" التي خدمت سرديته وهمشت الرموز والشخصيات الوطنية. وأشارت إلى أهمية دراسة فترة الحكم في سوريا عام 1920 وإسقاطها على المرحلة الراهنة، مؤكدة أن الحوار والإرادة الوطنية القائمين على الحق العام والنجاة الجماعية هما أساس الاستقرار.
في محور خطاب الكراهية وسبل مواجهته، نبه الأحمد إلى خطورة تصاعد حدة هذا الخطاب، مؤكداً أن ثقافة العنف التي تعرض لها السوريون تتطلب معالجة جذرية من خلال العدالة الانتقالية والسلم الأهلي وتعزيز المحتوى الإعلامي والتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني لطرح الهموم والمظالم.
بدورها، شددت جرّوس على أهمية تفهم شعور الآخرين بالمظلومية وتفكيك الروايات الفردية وتحقيق العدالة الانتقالية، مع التأكيد على دور الإعلام في الحد من خطاب الكراهية والوصول إلى خطاب إعلامي جامع.
اختتمت الندوة بتوصيات للحكومة والإعلاميين، تضمنت إقرار سياسات عامة للذاكرة الجمعية، وإيجاد أطر قانونية لمكافحة خطاب الكراهية، وإدماج مفاهيم مواجهته في المناهج، ودعم برامج "صحافة السلام". كما أوصت المؤسسات الإعلامية باعتماد سياسات تحريرية مكتوبة حول هذه المحاور، وتنويع الخبراء والضيوف في التغطيات، وإنشاء آليات للشكاوى والمساءلة، مع أهمية وعي الصحفي بهذه القضايا وإعطاء الأولوية للمتضررين.
يذكر أن هيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين هي منظمة مهنية مستقلة غير حكومية وغير ربحية، ذات طابع تعددي، وتضم 23 مؤسسة إعلامية سورية مستقلة. أما عنب بلدي فهي مؤسسة إعلامية سورية مستقلة تأسست في داريا عام 2011، وعملت على تغطية أحداث الثورة ومواجهة سرديات "النظام البائد"، وتقديم تغطيات على مدار الساعة بأكثر من لغة، كما تصدر مطبوعة أسبوعية سياسية اجتماعية منوعة.