الإثنين, 11 أغسطس 2025 03:19 PM

خلافات حادة تدفع نتنياهو لتعديل خطة احتلال غزة إلى سيطرة أمنية تدريجية

خلافات حادة تدفع نتنياهو لتعديل خطة احتلال غزة إلى سيطرة أمنية تدريجية

حسن حردان: كشف اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر عن خلافات حادة بين قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشأن خطة احتلال غزة، مما دفعه لتعديلها.

جاء هذا التعديل استجابة لاعتراض وتحفظ الجيش الذي اعتبر إعادة احتلال غزة "ورطة استراتيجية". ويمكن تلخيص تأثير معارضة قادة الجيش والأجهزة الأمنية في النقاط التالية:

أولاً: ضغوط داخلية لمنع الانزلاق إلى فخ استراتيجي:

  1. تحذيرات من "ورطة استراتيجية": حذر قادة الجيش والأجهزة الأمنية، وعلى رأسهم رئيس الأركان أيال زامير، من أن خطة نتنياهو لاحتلال غزة بالكامل ستتحول إلى "فخ استراتيجي" ينهك الجيش لسنوات، بتحمله أعباء إدارة الشؤون المدنية ومواجهة المقاومة المسلحة.
  2. تهديد حياة الأسرى: أشار المسؤولون الأمنيون إلى أن احتلال غزة بالكامل سيعرض حياة الأسرى المحتجزين للخطر، وهو ما يتعارض مع أحد الأهداف المعلنة للحرب.
  3. استنزاف الجيش: أكد قادة الجيش أن طول أمد الحرب أدى إلى استنزاف كبير للجنود جسدياً ونفسياً، مما زاد من حالات الأمراض النفسية وحتى الانتحار.
  4. خلافات حادة: كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن خلافات حادة بين نتنياهو وقادة الجيش والأجهزة الأمنية خلال اجتماعات المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، حيث وصف بعضهم خطة نتنياهو بأنها "كارثية".

ثانياً: التعديلات على الخطة:

  1. من "الاحتلال الكامل" إلى "السيطرة التدريجية": دفعت هذه المعارضة نتنياهو إلى تعديل خطته من احتلال كامل وفوري للقطاع إلى خطة "سيطرة عسكرية تدريجية"، تبدأ بمدينة غزة وتستمر على مراحل.
  2. البحث عن "حلول وسط": اضطر نتنياهو إلى البحث عن حلول وسط توازن بين رغبات اليمين المتطرف الذي يطالب بالسيطرة الكاملة والاستيطان، وبين التحذيرات الواقعية للقيادة العسكرية التي تركز على التكاليف البشرية والعسكرية الباهظة.
  3. التركيز على السيطرة الأمنية: تحولت الخطة إلى التركيز على السيطرة الأمنية الكاملة على القطاع، مع محاولة إيجاد "قوات عربية" أو "إدارة فلسطينية مستقلة" لإدارة الشؤون المدنية، وهو ما رفضه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يرى أن هذا النهج "ليس كافياً" لتحقيق النصر الكامل.

ثالثاً: أثر التعديل على الصعيد السياسي:

  1. انتقادات حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف: أثارت خطة نتنياهو المعدلة انتقادات حادة من حلفائه في اليمين المتطرف، وعلى رأسهم سموتريتش، الذي اعتبرها "خيانة" لأهداف الحرب وهدد بإسقاط الحكومة.
  2. فقدان الثقة: عبر سموتريتش علانية عن فقدان ثقته بقدرة نتنياهو على إدارة الحرب وتحقيق النصر، وهو ما يظهر عمق الانقسام داخل الائتلاف الحكومي.
  3. زيادة الضغوط على نتنياهو: وضع هذا الخلاف نتنياهو في موقف صعب، حيث يواجه ضغوطاً من القيادة العسكرية التي تحذره من تداعيات خطته، وضغوطاً من حلفائه السياسيين الذين يهددون بإسقاط حكومته إذا لم يتبنَ خطة أكثر تطرفاً.

بناءً على ما تقدم، يمكن القول إن الخلاف الحاد حول خطة نتنياهو لاحتلال غزة عكس المأزق الذي بات فيه نتنياهو نتيجة فشل حربه في تحقيق أهدافها، وحالة الإنهاك والاستنزاف التي يعاني منها جيش الاحتلال الناتجة عن المقاومة الضارية والفعالة التي واجهها جنود الاحتلال. معارضة الأجهزة العسكرية والأمنية أجبرت نتنياهو على تعديل خطته الأصلية، لكن هذا التعديل لم يرضِ حلفاءه من اليمين المتطرف، مما زاد من حدة الانقسامات الداخلية داخل الحكومة الإسرائيلية.

صمود المقاومة ونجاحها في إحباط أهداف الحرب الإسرائيلية تسبب في تفجر الخلافات بين المستويين السياسي والعسكري والأمني، وتفاقم مأزق نتنياهو الساعي إلى مواصلة الحرب مهما كان الثمن، لأن وقف الحرب دون تحقيق أهدافها سيؤدي إلى تحميل نتنياهو مسؤولية الفشل ومحاكمته بتهم الفساد، وبالتالي نهاية حياته السياسية في السجن… (أخبار سوريا الوطن2-البناء)

مشاركة المقال: