الأحد, 10 أغسطس 2025 10:11 AM

جدل واسع في دمشق بعد دخول سيارة إلى حرم الجامع الأموي: ما القصة؟

جدل واسع في دمشق بعد دخول سيارة إلى حرم الجامع الأموي: ما القصة؟

أثار دخول سيارة إلى حرم الجامع الأموي في دمشق استياءً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من المعلقين عن دهشتهم واستنكارهم للحادثة، متسائلين عن كيفية السماح للسيارة بالدخول إلى ساحة أحد أقدس المعالم الدينية في البلاد، وما هو دور الحراسة والأمن في منع مثل هذا الأمر.

سناك سوري-دمشق

يظهر في مقطع فيديو متداول شخص يقود سيارته برفقة عائلته داخل الحرم، وهو ما اعتبره الكثيرون انتهاكاً لحرمة الأماكن المقدسة. وتساءل “عبد الملك عبود” عضو الائتلاف الوطني السوري سابقاً، عن دور عناصر الأمن وكيف سمحوا له بالدخول، معتبراً أن ما حدث يمثل إهانة للأماكن الدينية والمكانة التاريخية للمسجد.

وعبرت الصحفية “هبة عبد القادر الكل” عن استنكارها قائلة: «غير مقبول إطلاقاً»، وأضافت: «من سمح له بالدخول بسيارته إلى الجامع؟ أين الحراس؟ أين الأمن؟»

وطرحت “هبة” مقارنة بين هذا الحادث وبين ما يحدث عندما تحاول سيدة الدخول إلى الجامع من مدخل غير مخصص للنساء، حيث يتم التعامل معها بحدة وإخبارها أن “مدخل النساء من ورا”، على عكس هذا الشخص الذي دخل بسيارته مع زوجته.

انتشر الفيديو على نطاق واسع، خاصة أنه يظهر الشخص وهو يوثق دخوله بالصوت والصورة ثم ينشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما اعتبر استباحة للأماكن المقدسة دون رقيب.

وعقب الجدل الكبير وردود الفعل الغاضبة على مواقع التواصل، أصدرت إدارة الجامع الأموي في دمشق بياناً أوضحت فيه أن دخول السيارات إلى ساحة الجامع يتم فقط عند الضرورة ولأغراض العمل وبعد الحصول على موافقة مسبقة.

وأضافت الإدارة أنه «مؤخراً تم التبرع بعشرين ألف نسخة من المصحف الشريف لتوزيعها على عموم الناس، وتواصل أحد الإخوة طالباً عدداً من النسخ، وكان بحاجة إلى سيارة لنقلها»، مشيرة إلى أن إدارة الجامع سمحت له بالدخول بسيارته لتحميل النسخ والخروج مباشرة لقلة عدد العمال في ذلك الوقت.

وأعربت إدارة الجامع الأموي عن “تفاجئها” «بقيامه بتصوير مقطع فيديو بطريقة استفزازية ونشره على وسائل التواصل، الأمر الذي لا يعكس حقيقة الموقف ولا يليق بمقام بيوت الله»، مؤكدة على الالتزام بخدمة بيوت الله وروادها، داعية الجميع إلى تحري الدقة وعدم الانجرار وراء ما يسيء أو يثير البلبلة.

وفي كانون الثاني الفائت، شهد المسجد الأموي حادثة تدافع وازدحام أسفرت عن وفاة 4 أشخاص وإصابة 16 آخرين بينهم أطفال، وذلك في حصيلة نهائية أعلنتها الجهات الرسمية حينها، ووقعت الحادثة أثناء محاولة المئات المشاركة في فعالية دعا إليها اليوتيوبر السوري “أبو عمر”، صاحب مطعم “البيت الدمشقي” الشهير في إسطنبول التركية.

ويُعدّ الجامع الأموي واحداً من أعرق المعالم الدينية والتاريخية في العالم الإسلامي، ورمزاً روحياً وثقافياً لمدينة دمشق عبر القرون، ما يجعل أي انتهاك لحرمة ساحاته أو قاعاته حدثاً يمس وجدان السوريين ويثير حساسيتهم تجاه الحفاظ على قدسيته ورمزيته.

مشاركة المقال: