الجمعة, 8 أغسطس 2025 02:10 PM

إسبانيا: بلدية تحظر الاحتفالات الإسلامية في المرافق العامة في خطوة هي الأولى من نوعها

إسبانيا: بلدية تحظر الاحتفالات الإسلامية في المرافق العامة في خطوة هي الأولى من نوعها

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، أقرت بلدية جمّيلا الواقعة جنوب شرق إسبانيا قانوناً يمنع المسلمين من استخدام المرافق العامة للاحتفال بعيدي الفطر والأضحى. وبذلك، تصبح جمّيلا أول بلدية في إسبانيا تتخذ مثل هذا القرار.

مرر هذا القرار بمبادرة من الحزب الشعبي المحافظ (PP)، وبموافقة ضمنية من حزب اليمين المتطرف فوكس الذي امتنع عن التصويت، في حين عارضته الأحزاب اليسارية المحلية. وينص القرار على عدم إمكانية استخدام المنشآت الرياضية البلدية لأنشطة دينية أو ثقافية أو اجتماعية لا تعكس هوية المدينة، إلا بتنظيم من السلطات المحلية.

اعتبر حزب فوكس القرار إنجازاً سياسياً، وكتب عبر منصته على "إكس": "بفضل فوكس، تم تمرير أول قرار يحظر الاحتفالات الإسلامية في الأماكن العامة بإسبانيا. إسبانيا كانت وستظل أرضاً للشعب المسيحي".

في المقابل، نددت منظمات إسلامية بالقرار، معتبرةً إياه انتهاكاً صارخاً لحرية العبادة. وقال منير بنجلون أندلسي أزهري، رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا، لصحيفة إل باييس: "هم لا يستهدفون ديانات أخرى، بل ديننا. هذا القرار معادٍ للإسلام وتمييزي". وأضاف: "نشعر بالدهشة مما يحدث في إسبانيا. لأول مرة منذ 30 عامًا، أشعر بالخوف".

يشكل المسلمون نحو 7.5% من سكان جمّيلا، البالغ عددهم حوالي 27 ألف نسمة. ويتوقع مراقبون أن يواجه القرار طعوناً قانونية، خاصةً أنه يتعارض مع المادة 16 من الدستور الإسباني، التي تضمن حرية الفكر والمعتقدات الدينية، وتنص على أن أي تقييد لتلك الحريات يجب أن يكون فقط لأسباب تتعلق بحفظ النظام العام.

سارعت القيادات اليسارية في مورسيا للتنديد بالقرار. وقال فرانسيسكو لوكاس، زعيم الحزب الاشتراكي في المنطقة، عبر "إكس": "الحزب الشعبي ينتهك الدستور ويعرض التماسك الاجتماعي للخطر في سبيل تعزيز سلطته".

أما العمدة السابقة لجمّيلا، خوانا غوارديولا، فتساءلت: "ما المقصود بالهوية؟ وكيف يتم تجاهل قرون من الإرث الإسلامي في هذه المدينة؟".

تاريخيًا، كانت جمّيلا جزءًا من الإمبراطورية الرومانية قبل أن تخضع للسيطرة العربية في القرن الثامن، وظلت مدينة ذات غالبية عربية تحت اسم "يوميلا" لعدة قرون. وفي منتصف القرن الثالث عشر، اجتاحتها قوات الملك ألفونسو العاشر من قشتالة. ورغم توقيع اتفاقية تُعرف باسم "كابتولاسيون القطرس"، نصّت على احترام حقوق السكان المحليين، إلا أن هذا الاتفاق انهار سريعًا بعد وفاة ألفونسو، لتعود المدينة تحت السيطرة القشتالية وتنتهي بذلك الحقبة العربية فيها.

(EURONEWS)

مشاركة المقال: