الجمعة, 8 أغسطس 2025 12:57 AM

السويداء تحت وطأة أزمة إنسانية: نقص حاد في الغذاء والوقود وسط مطالبات بفك الحصار

السويداء تحت وطأة أزمة إنسانية: نقص حاد في الغذاء والوقود وسط مطالبات بفك الحصار

هارون العربيد – السويداء

تعاني مدينة السويداء، الواقعة جنوبي سوريا، من أزمة إنسانية حادة نتيجة للحصار الذي تفرضه القوات الحكومية والمجموعات المسلحة الموالية لها منذ أسابيع. وقد أدى هذا الحصار إلى شلل كامل في الحركة التجارية ونقص حاد في المواد الغذائية والطبية، وفقًا لما ذكره سكان ومسؤولون محليون لـ نورث برس.

أفاد السكان عن غياب شبه تام لمشتقات الوقود وانقطاع في إمدادات الطحين، مما تسبب في توقف الأفران لساعات طويلة وازدحام طوابير الخبز أمام مراكز التوزيع. يأتي هذا في ظل استمرار الاشتباكات المتقطعة بين الفصائل المحلية والقوات الموالية للحكومة السورية.

"حصار خانق"

وصف الطبيب رائد الأحمد، من حي الشعراني وسط المدينة، الوضع بأنه "حصار خانق"، مشيرًا إلى النقص الحاد في المحروقات وشح المواد الغذائية. وأضاف أن المشافي استُهدفت بالدبابات، مما أسفر عن سقوط قتلى من الكوادر الطبية، وأن منزله الواقع بالقرب من أحد المستشفيات "تعرّض للقصف طيلة ثلاثة أيام".

من جانبه، أوضح المواطن إبراهيم آشتي أن الهجمات التي تشهدها المدينة لا تتعلق بالملف الأمني، بل هي "أعمال عنف منظمة تنفذها مجموعات تتبع للسلطة وتستهدف المدنيين من مختلف الأعمار"، معتبرًا أن ما يجري "يشبه التطهير الطائفي".

أكد التاجر وائل أبو عوّاد أن إغلاق الطرق بين السويداء ودمشق ودرعا منذ ثلاثة أسابيع أدى إلى نفاد سلع أساسية مثل السكر والرز والزيت، وتعذر دخول أي مساعدات من خارج المحافظة. وناشد بـ "فتح معبر إنساني ولو من الأردن، فقط لإدخال المواد الأولية".

وفي أحد الأفران، ذكر المواطن حسن عامر أنه انتظر ست ساعات للحصول على ربطة خبز دون جدوى، مضيفًا أن "الناس تنهار حرفيًا تحت الضغط الاقتصادي".

فرن السويداء مهدد بالتوقف عن العمل

أكد مدير الفرن الآلي الأول، موفق عبد الباقي، أن الفرن يواصل عمله رغم نقص الخميرة والطحين والمحروقات، محذرًا من أن "الوضع لا يمكن أن يستمر دون دعم خارجي سريع".

تأتي هذه التطورات في ظل توتر متصاعد تشهده السويداء منذ أشهر، عقب مواجهات بين الفصائل المحلية الدرزية من جهة، وقوات تابعة للحكومة السورية ومسلحين من بعض العشائر في الجنوب السوري من جهة أخرى. وقد أسفرت المواجهات الأخيرة عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين وتبادل للاتهامات بشأن المسؤولية عن التصعيد.

على الرغم من التحذيرات المحلية من كارثة إنسانية وشيكة، تنفي الحكومة السورية وجود أي حصار على المدينة، مؤكدة أن قواتها تنتشر في محيط السويداء للحفاظ على وقف إطلاق النار. في المقابل، تتواصل النداءات من داخل السويداء للمنظمات الدولية للتدخل العاجل.

تحرير: تيسير محمد

مشاركة المقال: