الخميس, 7 أغسطس 2025 11:21 PM

الذكاء الاصطناعي يهدد مستقبل توطين الوظائف في الخليج: تحديات وحلول

الذكاء الاصطناعي يهدد مستقبل توطين الوظائف في الخليج: تحديات وحلول

كيف ستتعامل دول الخليج مع آلاف المواطنين الذين يشغلون وظائف موطنة قد تصبح قريباً غير ضرورية بسبب التقدم التكنولوجي؟ سؤال يطرح نفسه بقوة في ظل التحول الرقمي المتسارع.

الصحافيون وموظفو المبيعات والمهندسون وغيرهم حول العالم يشعرون بالقلق إزاء مستقبل وظائفهم، خاصة بعد قائمة شركة مايكروسوفت التي ضمت 40 وظيفة مهددة بسبب الذكاء الاصطناعي. هذا القلق يتضاعف في اقتصادات مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يضاف إليه تحدي التعامل مع آلاف المواطنين العاملين في وظائف تم توطينها.

تشمل المهن الأكثر عرضة للخطر، وفقاً لمايكروسوفت، موظفي خدمة العملاء، والعاملين في قطاع التجزئة، وبعض المعلمين، وموظفي مكاتب السفر. هذه القطاعات تحديداً حرصت حكومات الخليج على توطينها، مما وفر فرص عمل لمواطنيها.

في عام 2021، على سبيل المثال، أعلنت السعودية أن جميع وظائف خدمة العملاء عن بُعد يجب أن يشغلها سعوديون. لكن شركات مثل "صوت" السعودية، التي جمعت تمويلاً لتطوير وكيل خدمة عملاء يعتمد على الذكاء الاصطناعي ويتحدث العربية، تهدد هذه الوظائف.

وبحسب شركة Rentech Digital، يوجد في السعودية ما لا يقل عن 500 مركز اتصال، وأكثر من 60 في الإمارات، مما يعني أن وظائف آلاف الموظفين مهددة. هذا النمط يتكرر في قطاعات أخرى.

نيخيل ناندا، المدير في شركة Innovations Group للتوظيف ومقرها الإمارات، صرح لموقع AGBI بأن وظائف مثل موظفي خدمة العملاء ومشغلي مراكز الاتصال والاستقبال هي الأكثر عرضة للأتمتة لأنها الأكثر توطيناً.

وأضاف ناندا أن هذا التحول قادم إلى كل أسواق العمل، لكنه يمثل إشارة واضحة للجهات المعنية بأن استراتيجيات التوطين يجب أن تتطور.

أنيل خورانا، مدير مركز Baratta للأعمال العالمية، يرى أن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل في الخليج سيكون تدريجياً. ويتوقع تقرير "مستقبل الوظائف 2025" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى إلغاء 92 مليون وظيفة حول العالم، لكنه سيخلق 170 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2030. الاستثمارات الضخمة في مراكز البيانات والبنية التحتية الرقمية في منطقة الخليج تساهم في خلق هذه الوظائف.

يؤكد خورانا على أن سياسات التوطين في عصر الذكاء الاصطناعي يجب أن تتماشى مع الاستثمارات الخاصة القائمة على الطلب، مما يستدعي تعزيز برامج رفع المهارات. هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي السعودية (SDAIA) دعت المواطنين إلى التسجيل في مبادرة لتدريب مليون سعودي على مهارات الذكاء الاصطناعي، وقد التحق 300 ألف شخص بالفعل بالبرامج التدريبية.

نيخيل ناندا يرى أن هذه اللحظة تمثل فرصة كبيرة للمواطنين، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل المهام المتكررة ويخلق فرصاً للأفراد للتطور إلى أدوار أكثر استراتيجية وتقدماً.

مشاركة المقال: