الخميس, 7 أغسطس 2025 02:07 PM

ورشة نقاشية في دمشق تبحث مستقبل تجارة الكبتاغون بعد زوال نظام الأسد

ورشة نقاشية في دمشق تبحث مستقبل تجارة الكبتاغون بعد زوال نظام الأسد

نظّم "المنتدى السوري" بالتعاون مع "معهد نيو لاينز" و"مؤسسة ميد غلوبال" ورشة نقاشية موسعة في دمشق تحت عنوان: "إلى أين تتجه تجارة الكبتاغون بعد سقوط الأسد؟".

شارك في الورشة ممثلون عن وزارات الخارجية والداخلية والعدل والصحة، بالإضافة إلى منظمات دولية وخبراء دوليين في مكافحة المخدرات عبر الفيديو. هدفت الورشة إلى وضع استراتيجيات وخطط شاملة لمواجهة هذه الآفة الخطيرة والتحديات التي خلفها النظام البائد، الذي حوّل سوريا إلى بؤرة لتصنيع وتصدير السموم المخدرة.

أكد مدير إدارة الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية السورية، قتيبة إدلبي، خلال الورشة التي عُقدت بمقر المنتدى بدمشق، أن النظام البائد حوّل هذه التجارة إلى أداة للابتزاز الدولي. وأشار إلى أن مكافحة المخدرات هي ركيزة أساسية في سياسة سوريا الجديدة لبناء الدولة وتعزيز الاستقرار، وليست أداة للابتزاز، بل منطلق لبناء شراكات دولية.

من جانبه، شدد معاون وزير العدل القاضي مصطفى القاسم على أهمية تحقيق الردع العام والخاص لهذه الآفة، وتعزيز سيادة القانون وحقوق المواطنين بعد زوال النظام البائد. وأوضح أن هذه الجريمة امتدت من دول الإقليم إلى العالم، مما يتطلب تعاوناً قضائياً دولياً لمحاسبة المتورطين فيها، خاصة مع توسع شبكات التهريب عابرة الحدود.

أوضح معاون وزير الصحة للشؤون الصيدلانية الدكتور عبدو محلي أن الوزارة تعمل على إطلاق "الخطة الوطنية للصحة النفسية" قريباً، والتي تركز على إنشاء مراكز لعلاج الإدمان، وتنفيذ برامج توعوية في المدارس بدعم منظمات دولية. وأشار إلى أن مراكز علاج الإدمان الجديدة ستُجهز قريباً، وستستهدف متعاطي الكبتاغون بشكل خاص، في خطوة لمعالجة أزمة نقص المرافق الصحية المتخصصة التي لا تتجاوز 10 مراكز على مستوى سوريا، بينما تحتاج البلاد إلى 150 مركزاً.

استعرض مدير إدارة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية العميد خالد العيد الجهود المبذولة لمكافحة هذه الآفة بعد سقوط نظام الأسد، وتفكيك شبكات التهريب والترويج، وضبط معامل التصنيع والمستودعات السرية. كما لفت إلى تدريب عناصر متخصصة في هذا المجال، وفتح خطوط تعاون مع تركيا والعراق والكويت والسعودية، وتنفيذ عمليات مشتركة أسفرت عن ضبط كميات كبيرة من المخدرات، مشيراً إلى ضبط حوالي 320 مليون حبة كبتاغون، وأكثر من 100 طن من المواد الأولية لصناعة المخدرات منذ بداية العام الجاري.

أكد عضو مجلس إدارة "المنتدى السوري" المحامي ياسر تبارة أهمية دور الندوات التوعوية حول آفة المخدرات وآثار تجارة الكبتاغون في سوريا، وطرق وسبل مكافحتها بالتعاون مع الأطراف الإقليمية والمنظمات الدولية. وشدد على دور مختلف الوزارات للوصول إلى حلول عملية لدعم المجتمع المحلي في مواجهة هذه الآفة.

تركزت مداخلات ممثلي المنظمات الدولية والخبراء الدوليين على ضرورة تضافر الجهود لمكافحة تجارة الكبتاغون والربط بين التوعية الصحية وضبط الحدود مع الاستعداد لدعم البرامج العلاجية وتطوير البنى التحتية الأمنية، وخاصة مع تحول الإنتاج إلى ورش عشوائية بعد تفكك شبكات النظام البائد.

يذكر أن النظام البائد حوّل سوريا إلى بؤرة لتصنيع وترويج مخدر الكبتاغون، وسعى لنشره داخل سوريا وخارجها عبر شبكات عديدة من الميليشيات والمهربين لتأمين مصادر تمويل له خلال حربه على الشعب السوري.

مشاركة المقال: