الخميس, 7 أغسطس 2025 01:05 PM

مركز الأورام في إدلب: ملاذ آمن لمرضى السرطان من جميع أنحاء سوريا رغم الصعوبات

مركز الأورام في إدلب: ملاذ آمن لمرضى السرطان من جميع أنحاء سوريا رغم الصعوبات

على الرغم من الصعوبات اللوجستية والتحديات المستمرة، يواصل مركز الأورام في مدينة إدلب تقديم خدماته الطبية المتخصصة لمرضى السرطان القادمين من مختلف المحافظات السورية. هذا الإقبال المتزايد يعكس الثقة المتنامية في قدرات المركز وتوفير الأدوية التي أصبحت نادرة في مناطق أخرى.

الدكتور جميل الدبل، مدير مركز الأورام في إدلب، صرح في حديث خاص بأن المركز يشهد إقبالاً كبيراً من المرضى القادمين من دمشق وحلب وحمص ودرعا ومناطق أخرى. وأشار إلى أن نقل المركز الأخير من مبنى مستشفى المحافظة إلى مبنى المستشفى الجامعي بإدلب كان خطوة ضرورية بعد استعادة المبنى الأصلي لصالح وزارة الداخلية، مما استدعى نقل المركز إلى المشفى الجامعي الذي يضم اختصاصات متعددة إلى جانب مديرية الصحة.

وأضاف الدكتور الدبل: "نقدم خدمات متكاملة لمرضى الأورام واللوكيميا وأمراض الدم والأورام الصلبة، بالتعاون مع أقسام أخرى داخل المشفى كقسم الداخلية، الذي يسمح باستقبال الحالات التي تحتاج إلى إقامة، مما يسهل المتابعة وتحسين الحالة العامة للمريض، بالإضافة إلى قسم الجراحة، مما يجعل مشفانا شبه متكامل من حيث البنية الطبية".

إقبال المرضى من خارج إدلب لم يعد استثناءً، بل أصبحت العيادات تستقبل يومياً حالات من محافظات كانت سابقاً تحت سيطرة النظام وتعاني من ضعف في القطاع الطبي، وذلك نظراً لتوفر العلاج المجاني والدواء الذي يصعب تأمينه في مناطق أخرى، وفقاً لإدارة المركز.

نوال محمود، والدة طفل يبلغ من العمر 13 عاماً مصاب بالسرطان ومهجرة من ريف دمشق إلى إدلب، تقول إنها تفضل البقاء في إدلب لاستكمال علاج ابنها في مركز الأورام. وتضيف: "بعد معاناة مع مرض السرطان والبحث عن علاج فعال، وجدت أن الأمل الوحيد في إدلب، فالعلاج هنا متوفر والكوادر تتعامل معنا باحترام واهتمام. أخشى أن لا أجد نفس العلاج والاهتمام في دمشق".

أما نجاة محمد، المصابة بسرطان الثدي والتي قدمت من حلب للعلاج في إدلب، فتقول: "كان الخيار صعباً، لكنني شعرت أن هذا المركز هو نافذتي الوحيدة للعلاج. الأدوية هنا متوفرة، والكوادر تتابع حالتي باهتمام. لم أجد هذا في أي مكان آخر".

على الرغم من التحديات المرتبطة بالاستقرار الإداري واللوجستي بعد انتقال المركز، إلا أن العمل مستمر بوتيرة متصاعدة، حيث يشير الدكتور الدبل إلى أن هناك جهوداً لتطوير الإحصائيات الشهرية وتوثيق الحالات بشكل دقيق، بهدف تحسين الأداء والاستجابة لاحتياجات المرضى.

يأمل العاملون في المركز بأن يستقر المقر الجديد بشكل دائم، مما يتيح فرصاً أوسع لتوسيع نطاق الخدمات ورفع كفاءة الرعاية، في ظل استمرار توافد المرضى من مختلف المناطق السورية بحثاً عن العلاج والأمل في الحياة.

محمد شيخ يوسف، مدير المكتب الإعلامي لـ "سامز"، يقول إن "مرضى الأورام هم أمانة في أعناقنا، ونضع احتياجاتهم الصحية فوق كل اعتبار. رغم الصعوبات الكبيرة، نواصل تقديم الرعاية التخصصية وخدمات العلاج النوعي في مركز إدلب". مؤكداً أن رعاية مرضى السرطان ليست مجرد خدمة، بل مسؤولية إنسانية وأخلاقية نلتزم بها كل يوم، إذ يمثل مركز الأورام في إدلب نموذجاً للصمود الطبي في وجه التحديات المتعددة ولن نتوقف عن دعم المرضى وتوفير العلاج النوعي الذي يستحقونه، لأن الأمل يبدأ من هنا.

مشاركة المقال: