أعلنت وزارة الصحة السورية عن توقيع اتفاقية ثلاثية مع “الجمعية الطبية السورية الألمانية” (سجما) ومؤسسة “الرواد للتعاون والتنمية”، تهدف إلى تحسين الخدمات الطبية في حلب. تشمل الاتفاقية إعادة تأهيل قسم العمليات والعناية المركزة في مستشفى “الرازي”، بالإضافة إلى تزويد مستشفى “ابن رشد” بمستلزمات القسطرة القلبية.
الاتفاقية، التي تم توقيعها في 3 آب الحالي، تتضمن تحديث البنية التحتية للمستشفيات، وتجهيز الأقسام الطبية بمعدات حديثة، وتنظيم برامج تدريبية للأطباء والممرضين العاملين في المستشفيات الحكومية. تقدر القيمة الإجمالية للمشروع بأكثر من مليون دولار، بتمويل مشترك من الأطراف الثلاثة، ومساهمة عينية من أطباء سوريين في أوروبا. تأتي هذه المبادرة في ظل التحديات المستمرة التي تواجه القطاع الصحي، بما في ذلك نقص المعدات الحديثة وهجرة الكفاءات المتخصصة.
“الرازي” مركز إسعافي رئيس
أكد مدير صحة حلب، محمد وجيه جمعة، أن مستشفى “الرازي” يعتبر المركز الإسعافي الوحيد في المدينة، حيث يستقبل حوالي 45 ألف مريض شهريًا. وأشار إلى أن المستشفى لم يشهد تحديثًا لبنيته التحتية منذ عام 2011، مما أثر سلبًا على سرعة الاستجابة للحالات الطارئة في ظل ازدياد الحوادث والإصابات.
وأضاف جمعة أن الاتفاقية ستساهم في تزويد مستشفى “ابن رشد” بمستلزمات القسطرة القلبية لإجراء أكثر من 500 عملية خلال الأشهر القادمة. وأوضح أن العمليات ستُنظم على دفعات تتراوح بين 30 و40 عملية لكل دفعة، مع إعطاء الأولوية للحالات الأكثر إلحاحًا. وأكد أن هذه الخطوة ستساعد في تقليل فترات الانتظار الطويلة التي يعاني منها المرضى بسبب نقص المستلزمات وتوقف بعض الأجهزة.
بالإضافة إلى توفير التجهيزات، تتضمن الاتفاقية برامج تدريب متخصصة بالتعاون مع هيئة البورد السوري والجمعية الطبية السورية الألمانية. سيشارك في البرنامج حوالي 500 طبيب مقيم في مستشفيات حلب، وستُقدَّم المحاضرات عبر الإنترنت بشكل دوري، بالإضافة إلى تنظيم زيارات ميدانية لأطباء من الخارج لإجراء عمليات نوعية بالتعاون مع الكوادر المحلية.
حملات لدعم القطاع الطبي
في منتصف تموز الماضي، انطلقت حملة “شفاء 2” التي تستمر حتى 23 آب الحالي، بمشاركة أطباء سوريين مغتربين قدموا من دول أوروبية. يعمل القائمون على المبادرة بالتنسيق مع وزارة الصحة السورية ومنظمة الأطباء المستقلين (IDA)، ويهدفون إلى إجراء عمليات جراحية نوعية وتقديم تدريب طبي للكوادر المحلية داخل سوريا. تُنفذ الحملة في عدة محافظات، أبرزها دمشق، حلب، حمص، وإدلب، وتغطي اختصاصات مثل: جراحة الأعصاب، القلب، العيون (شبكية)، والجراحة العامة ومسالك بولية.
وتتميز الحملة بتوسعها الكبير مقارنةً بـ “شفاء 1″، من حيث عدد الأطباء والمتطوعين، وطول فترة العمل، وتنوع التخصصات، خصوصاً في ظل التحديات التي تواجه القطاع الصحي السوري من تسريب الكوادر ونقص التجهيزات. وفي نيسان الماضي، أطلقت الجمعية الطبية السورية الألمانية حملة بعنوان “نبضنا واحد”، بمشاركة أكثر من 80 طبيبًا من الجالية السورية في ألمانيا، ضمن جولة استمرت حتى نهاية الشهر، وغطّت خدمات علاجية وجراحية في مشافٍ دمشق، حلب، إدلب، حمص وحماة. تضمنت الحملة محاضرات وورش عمل، واستهدفت نقل الخبرات الطبية وخلق شبكة تعاون أكاديمي بين الداخل والخارج.
وكذلك أطلقت الجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS) حملة “نبصر معًا” في أيار 2025، خصصت لدعم أقسام طب العيون في مشافٍ حكومية عبر تجهيزهما بأجهزة حديثة تزيد قيمتها على 250 ألف دولار. شملت الحملة تدريبًا داخل المراكز الطبية واستهداف أطباء مقيمين، وُصفت بأنها خطوة نوعية لسد فجوات حادة في أقسام العين.