الخميس, 7 أغسطس 2025 12:18 PM

أمطار غزيرة تهدد محصول الحبوب في ألمانيا: هل سترتفع أسعار الخبز؟

أمطار غزيرة تهدد محصول الحبوب في ألمانيا: هل سترتفع أسعار الخبز؟

يواجه موسم حصاد الحبوب في عدة ولايات ألمانية خطر الانهيار بسبب تشبع التربة بالمياه، وتفشي الفطريات، وتعفن السنابل. ورغم تطمينات وزير الزراعة، ألويس راينر، في مقابلة سابقة مع صحيفة BILD بأن المزارعين سيضمنون الأمن الغذائي، إلا أن المزارعين أنفسهم بدأوا في دق ناقوس الخطر.

في ولاية ساكسن، وُصف الوضع بأنه "سيء للغاية" بالنسبة لمحصول الحبوب، بل "كارثي ببساطة". وحذرت مصادر من احتمال استخدام الحبوب كعلف بدلاً من الخبز، مشيرة إلى أن الوقت قد فات لإنقاذ العديد من الحقول حتى في حال عودة الشمس. وعلى الرغم من أن رفوف الخبز في المتاجر الألمانية لا تزال ممتلئة بفضل التجارة العالمية واستيراد الحبوب عند الحاجة، إلا أن المزارعين الألمان هم من سيتحملون الخسائر.

أوضح رئيس اتحاد المزارعين، يواخيم روكفيد، في تصريح لـ BILD أنهم يواجهون حاليًا أسعارًا منخفضة جدًا للحبوب، خاصة القمح، والتي وصلت إلى مستوى أسعار أوائل الثمانينيات. وحذر المدير التنفيذي لاتحاد الخبازين، كريستوفر كروزه، من أن المستهلكين قد يواجهون قريبًا ارتفاعًا في أسعار الخبز، موضحًا أنه عندما ترتفع أسعار الحبوب، تزداد أيضًا تكاليف الإنتاج لدى المخابز.

وعلى الرغم من أن تكلفة المواد الخام تشكل جزءًا فقط من السعر النهائي، إلا أن أجور العاملين وتكاليف الطاقة لا تزال مرتفعة. لذا، قد يضطر العديد من الخبازين إلى رفع الأسعار بحسب وضع كل مخبز والمنافسة المحلية.

تكمن المشكلة الكبرى في عدم إمكانية حصد الحبوب الناضجة في الوقت المناسب بسبب غزارة الأمطار، مما يؤدي إلى إنباتها داخل السنابل وتلفها، وبالتالي فقدانها للجودة. وفي الوقت نفسه، تتسبب الرطوبة العالية والحرارة في انتشار الفطريات، وهو ما يظهر في تغير لون السنابل وظهور بقع داكنة. وكلما انخفضت الجودة، تراجعت الأسعار، إذ أن القمح غير الصالح للخبز غالبًا ما يباع بنصف السعر فقط.

أوضح روكفيد أن الآلات الزراعية، مثل الحصادات، معطلة في العديد من المناطق بسبب الطقس، مؤكدًا على الحاجة الماسة إلى طقس مشمس لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ورغم أن كمية الإنتاج قريبة من المتوسط، إلا أن القلق الأكبر الآن هو تدهور الجودة.

ولا تقتصر المشكلة على هذا الصيف فقط، إذ كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة Nature أن كل درجة من درجات الاحتباس الحراري تؤدي إلى انخفاض في الإنتاج الزراعي على مستوى العالم، على الرغم من محاولات المزارعين التأقلم. وكلما ارتفعت درجات الحرارة، قلت السعرات الحرارية التي تصل إلى موائد البشر.

وبحسب أندرو هالتغرين من جامعة إلينوي، فإن كل درجة حرارة إضافية تؤدي إلى فقدان ما يعادل 4.4٪ من السعرات الحرارية اليومية الموصى بها لكل شخص، أي نحو 120 سعرة حرارية يوميًا. وتعد مناطق حزام القمح الأمريكي، أوروبا الشرقية، وألمانيا من أكثر المناطق تأثرًا، حيث يهدد تغير المناخ بخفض محصول القمح بنسبة تتراوح بين 15 إلى 25٪.

مشاركة المقال: