الأربعاء, 6 أغسطس 2025 08:06 PM

من دمشق إلى العالمية: رغد بيبرس تحول شغفها بالورود إلى مشروع ناجح

من دمشق إلى العالمية: رغد بيبرس تحول شغفها بالورود إلى مشروع ناجح

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وتراجع فرص العمل، تبرز المشاريع المنزلية كحل حيوي لدعم وتمكين المرأة السورية. ومن بين هذه المشاريع، تظهر الفنون اليدوية كصناعة الورود والتطريز والخياطة كمجالات واعدة للإبداع وتحويل المواهب الفردية إلى مصدر دخل.

رغد بيبرس، سيدة دمشقية في الثلاثينات من عمرها، وجدت في هذه الفنون ملاذًا وفرصة لتحويل موهبتها إلى مشروع منزلي ناجح. تقول رغد في حديث خاص: "أنا أم لثلاثة أطفال، ومنذ صغري أعشق الفنون وكل ما هو جميل. تعلمت مهارات متنوعة من الكروشيه إلى الخياطة وإعادة التدوير، وكنت أصنع هذه الأشياء لمنزلي وأولادي فقط".

رغم إعجاب صديقاتها بأعمالها اليدوية، لم تفكر رغد في تحويلها إلى مشروع حقيقي حتى اقترحت عليها صديقتها، منظمة الحفلات، تنفيذ "ورد عملاق" لإحدى المناسبات. كانت هذه بداية رحلة جديدة من التجريب والتعلم والتطور.

عشق التفاصيل وتحويل الشغف إلى مصدر طاقة

تذكر رغد أن والدتها كانت تعمل في فنون الورد الجداري، لكنها لم تفكر في اتباع نفس المسار. التجربة كشفت لها جوانب جديدة: "بدأت ألاحظ تفاصيل الأزهار وأشكال البتلات ودرجات الألوان، وأصبح لدي حس مختلف تجاه الطبيعة. هذا العمل غير نظرتي للحياة وجعلني أرى الجمال في التفاصيل الصغيرة".

تستخدم رغد خامات متنوعة كالورق المقوى والفوم والقماش وحتى الكورنيش، ولكل خامة طبيعتها وتقنياتها الخاصة، مما يجعل عملية التعلم مستمرة. "كل وردة أعمل عليها تعلمني شيئًا جديدًا، ويجب أن أجرب أكثر من مرة للوصول إلى النتيجة التي تمثلني. العمل اليدوي ليس سهلًا، لكن الإحساس بعد الانتهاء من قطعة جميلة يعطيني طاقة كبيرة للاستمرار".

من الصعوبات التي واجهت رغد تأمين المواد اللازمة، وهي لا تزال تبحث عن حلول بديلة. تأمل أن يتوفر في المستقبل مكان واحد يوفر جميع مستلزمات الأعمال اليدوية.

من وورد إلى عوالم الطفولة.. مشروع متعدد الزوايا

لم تكتف رغد بالورود العملاقة، بل وسعت مشروعها ليشمل تنظيم فعاليات للأطفال وتصميم ديكورات للحفلات. عملت سابقًا مع الأطفال في روضات في سوريا وأربيل، وطورت مهاراتها التربوية والفنية لدمج الفن بالأنشطة التعليمية.

تضيف: "أعمل أفكارًا غريبة وجديدة للأطفال، وأبحث دائمًا عن أنشطة خارج المألوف. وعندما عدت إلى سوريا، دمجت هذا الشغف مع مشروعي، وأصبحت أعمل ديكورات مخصصة للأطفال".

الهوية البصرية للمشروع.. من “رغد” إلى “رغود”

اختارت رغد اسم "رغود" لمشروعها، وهو اسم يناديها به أهلها وأصدقاؤها. تقول: "رغود قريبة مني وتعني الهدوء والرقة، وأحسست أنها تعبر عن هوية عملي".

ترى رغد أن المشاريع المنزلية والفنون اليدوية ليست مجرد مصدر دخل، بل هي أداة تعبير وتمكين شخصي تمنح النساء الشعور بالقيمة والقدرة على الإبداع. "هذا المشروع غير حياتي وجعلني أشعر أنني أفعل شيئًا جميلًا يحبه الناس. ومن خلاله، تمكنت من الموازنة بين بيتي وأولادي وطموحي الفني".

الفنون اليدوية والمشاريع الصغيرة.. رئة اقتصادية واجتماعية للنساء السوريات

تعكس قصة رغد نموذجًا لنساء سوريات قررن عدم الاستسلام للظروف واستخدمن أدوات بسيطة لإعادة صياغة حياتهن. "لا توجد فكرة تنتهي، دائمًا هناك ألوان جديدة وورد جديد وشكل جديد.. وهذا أجمل شيء في مجالنا"، تختتم رغد حديثها بابتسامة يملؤها الشغف.

مشاركة المقال: