الإثنين, 4 أغسطس 2025 10:11 PM

زيارة ميلوني الخامسة لتونس: شراكة استراتيجية أم استغلال لمصالح البلاد؟

زيارة ميلوني الخامسة لتونس: شراكة استراتيجية أم استغلال لمصالح البلاد؟

أثارت زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، الأخيرة إلى تونس، وهي الزيارة الخامسة لها في أقل من عامين منذ توقيع اتفاقية التعاون والشراكة الاستراتيجية بين تونس والاتحاد الأوروبي، جدلاً واسعاً، خاصة فيما يتعلق بملف الهجرة غير النظامية. الزيارة التي لم يعلن عنها إلا قبل ساعات من وصول ميلوني إلى قصر قرطاج، أثارت تساؤلات حول توقيتها وأهدافها، خاصة أنها جاءت بعد أيام قليلة من زيارة مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لتونس، وقبيل يوم واحد من قمة ثلاثية في إسطنبول جمعت ليبيا وإيطاليا وتركيا.

التعاون الثنائي:

أكدت البيانات الرسمية الصادرة عن الطرفين التونسي والإيطالي أن الزيارة القصيرة تطرقت إلى التعاون الاقتصادي الثنائي بين البلدين في مجالات الطاقة والفلاحة. وأشارت الرئاسة التونسية إلى أن اللقاء بين ميلوني والرئيس قيس سعيّد ناقش الأوضاع في فلسطين وغزة، وجدد الرئيس التونسي تأكيده على ضرورة إنهاء المأساة في القطاع.

أهداف غير معلنة:

يرى العديد من المعلقين أن الهدف من الزيارة يتجاوز ما تم التصريح به رسمياً، مؤكدين وجود أهداف غير معلنة. بينما يرى وزير الخارجية التونسي السابق، أحمد ونيس، أن الزيارة، حتى وإن لم يعلن عنها مسبقاً، هي زيارة عمل تم تنسيق تفاصيلها بين الطرفين منذ فترة. ويقدر ونيس أن ميلوني جاءت حاملة رسائل أوروبية تهم القضية الفلسطينية، وملفات أخرى كالهجرة واليد العاملة المنظمة.

انتقادات حقوقية:

قوبلت زيارات ميلوني السابقة لتونس بانتقادات من المنظمات العاملة في مجال الهجرة غير النظامية، التي تعتبرها شخصية غير مرحب بها بسبب سياساتها التي حولت تونس إلى حارس لحدودها البحرية. وجددت هذه المنظمات رفضها لسياسات إيطاليا وأوروبا في مجال الهجرة غير النظامية، مطالبة بتعليق اتفاقية الشراكة بين الطرفين. وأكد الرئيس سعيّد أن بلاده لن تتحمل ثقل ملف الهجرة غير النظامية، وترفض أن تتحول إلى موطن للمهاجرين غير النظاميين. وتشير الأرقام إلى تراجع عدد المهاجرين غير النظاميين الواصلين إلى إيطاليا هذا العام بنسبة تفوق 80 في المئة.

تنازلات غير مقبولة:

استغلت الأصوات المعارضة زيارة ميلوني لتوجيه الانتقادات للسلطة الحاكمة، معتبرة أن تونس قدمت تنازلات كبيرة للجانب الإيطالي مقابل الفتات، مقارنة بما حققته دول أخرى مثل الجزائر. ووصف النائب السابق مجدي الكرباعي زيارة ميلوني بأنها مناورة سياسية لا شراكة حقيقية، معتبراً أنها خطوة ضمن استراتيجية إيطالية أوروبية لتثبيت تونس كأداة وظيفية في ملفات الهجرة والأمن. وأشار إلى أن الإعلان المفاجئ عن الزيارة لا يمكن فصله عن السياق الإقليمي المحتدم، بما في ذلك زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لإيطاليا، والقمة الثلاثية في تركيا، وزيارة مسعد بولس لتونس، معتبراً الزيارة محاولة لإعادة تثبيت تونس داخل المحور الأوروبي الأطلسي.

مشاركة المقال: