كشف تقرير حديث صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بالتزامن مع أسبوع الرضاعة الطبيعية العالمي، أن 60% من الأطفال في سوريا لا يحصلون على الفوائد الصحية الهامة التي توفرها الرضاعة الطبيعية.
وبحسب التقرير، فإن أربعة من كل عشرة أطفال سوريين فقط يحصلون على الرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم، وهي الفترة الحاسمة لنموهم وتطورهم. بينما تستمر نسبة 35% فقط من الأطفال في الرضاعة حتى سن السنتين، وهي المدة الموصى بها.
يشكل سوء التغذية تحديًا كبيرًا في سوريا، حيث يعاني ربع الأطفال دون سن الخامسة من التقزم نتيجة لسوء التغذية المزمن، ويعاني 5.8% من الهزال، مما يعرضهم لخطر الموت الفوري إذا لم يتلقوا العلاج. وتلعب الرضاعة الطبيعية دورًا حيويًا في الوقاية من هذه الحالات، وضمان بقاء الأطفال ونموهم السليم.
أكد وزير الصحة السوري، مصعب العلي، التزام وزارة الصحة السورية بتعزيز نظم دعم الرضاعة الطبيعية على المستوى الوطني، من خلال الإرشاد الصحي وحماية حقوق الأم في أماكن العمل، مشيرًا إلى أن الاستثمار في الرضاعة الطبيعية هو وسيلة فعالة من حيث التكلفة لحماية صحة الأمهات والأطفال وبناء مستقبل صحي لسوريا.
من جهتها، أوضحت الممثلة بالإنابة لمنظمة الصحة العالمية في سوريا، كريستينا بيثكي، أن الرضاعة الطبيعية تنقذ الأرواح وتعتبر اللقاح الأول للطفل، حيث توفر له المغذيات الأساسية والأجسام المضادة، وتشكل عامل حماية لصحة الأم. وأكدت أن منظمة الصحة العالمية تعمل بالتعاون مع وزارة الصحة و"يونيسف" والشركاء لتعزيز النظام الصحي وتدريب العاملين الصحيين وزيادة الوعي لضمان حصول كل امرأة في سوريا على الدعم اللازم للرضاعة الطبيعية الآمنة.
إلا أن العديد من الأمهات لا يزلن يفتقرن إلى الوقت أو الدعم أو المعلومات أو البيئة الآمنة للرضاعة الطبيعية. لذا، فإن توفير الظروف المواتية في المنزل وأماكن العمل والمجتمع والمرافق الصحية أمر بالغ الأهمية.
بدورها، أكدت نائبة ممثلة اليونيسف في سوريا، زينب آدم، أن "يونيسف" تواصل دعم وزارة الصحة لتطوير الأنظمة وتهيئة بيئة داعمة للأمهات المرضعات، مشيرة إلى أن دعم الأم في الرضاعة الطبيعية يمنح جيلًا كاملًا فرصة أفضل للحياة، وهو استثمار في مستقبل الطفل وسوريا ككل.
الرضاعة الطبيعية ليست مجرد خيار شخصي، بل هي أولوية صحية عامة ومسؤولية مشتركة. وعندما تحظى الأمهات بالدعم على كل المستويات، يصبحن أكثر قدرة على بدء الرضاعة الطبيعية والاستمرار بها، مما يمنح أطفالهن بداية صحية قوية في الحياة.
تدعو منظمة "يونيسف" ومنظمة الصحة العالمية إلى بناء أنظمة دعم أقوى وأكثر استدامة للرضاعة الطبيعية، تشمل:
- إقرارًا عاجلًا للنسخة المعدلة من مدونة تسويق بدائل حليب الأم.
- إجازة أمومة مدفوعة الأجر وبيئات عمل صديقة للرضاعة الطبيعية.
- الحماية من التسويق العدواني لبدائل حليب الأم.
- الوصول إلى مرشدين مؤهلين ودعم في المرافق الصحية.
- تعزيز الدعم المجتمعي والتضامن بين الأمهات.
شعار هذا العام من أسبوع الرضاعة الطبيعية العالمي، بعنوان "استثمروا في الرضاعة الطبيعية، استثمروا في المستقبل"، يذكر بالدور الحيوي الذي تلعبه الرضاعة الطبيعية في حماية صحة الطفل ونموه، خاصة في ظل الأزمات المتواصلة والنزوح والصعوبات الاقتصادية التي تواجهها الأسر في جميع أنحاء سوريا، حيث تبقى الرضاعة الطبيعية خط الدفاع الأول لتعزيز مناعة الطفل ودعم نمو الدماغ والوقاية من سوء التغذية.