من بين أخطر نتائج زواج القاصرات هو نقص المعرفة لدى الأمهات الصغيرات أو المراهقات بطرق العناية بالطفل وأهمية الرضاعة الطبيعية، التي تعتبر الأفضل لضمان صحة الطفل وتعزيزها. على الرغم من التوعية الكبيرة بأهمية هذا الموضوع، إلا أن حوالي 60% من الأطفال لا يحصلون على الرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى، وفقًا لتصريح الاختصاصية الاجتماعية سوسن السهلي لصحيفة “الحرية”.
دعم نفسي
أوضحت سوسن السهلي أن الأمهات المراهقات، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و20 عامًا، غالبًا ما يفتقرن إلى الخبرة والمعرفة اللازمة لتربية الأطفال. هذا الأمر يزيد من احتمالية تأثرهن بمحيطهن الاجتماعي، بما في ذلك الأصدقاء والعائلة. لذلك، هن بحاجة إلى دعم كبير في رحلتهن لرعاية الأطفال، نظرًا للتحديات والمعوقات التي تواجههن، وأهمها توفير بيئة آمنة وداعمة، وتعزيز ثقتهن بأنفسهن، وتوعيتهن بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهن كأمهات. وأكدت السهلي على ضرورة تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأم الصغيرة لمساعدتها في التغلب على ضغوطات هذه المرحلة.
كما ركزت السهلي على دور الأهل في احتضان الأم المراهقة وتوفير بيئة آمنة وداعمة تشعر فيها بالحب والقبول والتشجيع.
السهلي: 60 في المئة من الأطفال لا يحصلون على الرضاعة الطبيعية خلال 6 أشهر الأولى
وأشارت السهلي إلى ضرورة إخضاع الفتيات الصغيرات لدورات حول أهمية الرضاعة الطبيعية، منوهة باحتمالية زيادة إقبال الأمهات المراهقات على الإرضاع الطبيعي إذا تلقين دورات تعليمية حول فوائد الإرضاع الطبيعي على صحة الأم والطفل.
وقاية للأم من الأمراض
من جانبها، أشارت الدكتورة مها درويش، طبيبة أطفال، إلى أن إرضاع الأطفال بشكل طبيعي يجب أن يبدأ في غضون الساعات الأولى للولادة، وأن تكون الرضاعة الطبيعية هي الغذاء الوحيد المقدم للطفل خلال الأشهر الستة الأولى من الحياة، إلا في حالات خاصة أو إذا اقتضت الضرورة عكس ذلك، ما يعني عدم الحاجة لأي أطعمة أو سوائل أخرى. أما بعد عمر 6 أشهر، فيمكن أن يبدأ الأطفال في تناول الأطعمة الآمنة لهذا العمر، مع الاستمرار في الرضاعة الطبيعية لمدة تصل إلى عمر 1.5 – 2 سنة. كما يوصى بإرضاع الأطفال رضاعة طبيعية عند الطلب، أي بالقدر الذي يريده الطفل، ليلاً ونهاراً، ويفضّل عدم استخدام زجاجات أو حلمات أو لهايات.
تدريب وتوعية
من المهم تدريب الأمهات الصغيرات على كيفية إرضاع الطفل حتى لا يختنق، إضافة إلى التأكيد على أن حليب الأم يشكل الغذاء الأفضل للرضّع، ويتميز بكونه آمناً ونظيفاً وغنياً بالأجسام المضادة التي توفر الحماية من العديد من أمراض الطفولة الشائعة، ويوفر الطاقة والمغذيات التي يحتاجها الرضيع في الأشهر الأولى من عمره، ويستمر في توفير ما يصل إلى النصف أو أكثر من احتياجات الطفل الغذائية خلال النصف الثاني من العام الأول، وحتى الثلث خلال النصف الأول من العام الثاني من العمر.
وأكدت الدكتورة درويش أن الرضاعة الطبيعية لها فوائد صحية ونفسية عديدة للأم والطفل. فهي توفر تغذية مثالية للرضيع، وتعزز النمو الصحي، وتقوي جهاز المناعة، وتحمي من الأمراض، بالإضافة إلى تقوية الرابطة العاطفية بين الأم والطفل. كما أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر إصابة الأم ببعض الأمراض المزمنة وتعزز صحتها بشكل عام.
حماية من الأمراض
كما تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض مثل التهابات الجهاز التنفسي عند الطفل والإسهال والتهاب الأذن الوسطى والحساسية. إضافة إلى تقوية الرابطة العاطفية بين الأم والطفل من خلال التواصل الجسدي والعاطفي.
وأشارت إلى أن للرضاعة الطبيعية فوائد عديدة لصحة الأم من أبرزها التعافي من الولادة، حيث تساعد على تقلص الرحم وتقليل النزيف بعد الولادة وتقلل من خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل سرطان الثدي والمبيض وسكري النوع الثاني إضافة إلى تحسين الحالة النفسية للأم بعد تعب الولادة وتجنب إصابتها باكتئاب الولادة ويمكن أن تساعد في تأخر الحمل والتباعد بين الحمول.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية