الإثنين, 4 أغسطس 2025 03:20 PM

مستشفى الأورام في القامشلي يواجه خطر التوقف: نداء استغاثة لإنقاذ حياة المرضى

مستشفى الأورام في القامشلي يواجه خطر التوقف: نداء استغاثة لإنقاذ حياة المرضى

أطلقت إدارة أحد المستشفيات المتخصصة في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة نداء استغاثة، محذرة من توقف وشيك لخدماتها الحيوية خلال الأشهر القادمة. ويعود السبب في ذلك إلى النقص الحاد في الموارد الطبية والدوائية، بالإضافة إلى انعدام الدعم المالي اللازم لاستمرار عمل المستشفى.

يهدد هذا الوضع استمرارية الرعاية الصحية المقدمة للمرضى المصابين بأمراض مزمنة، وعلى رأسها السرطان والثلاسيميا. ويُذكر أن المرفق الطبي افتُتح في عام 2023، ليكون أول مركز مجاني من نوعه في المنطقة، ويقدم خدماته على مدار الساعة لعشرات المرضى القادمين من مختلف المدن والبلدات في شمال وشرق البلاد.

تشمل الخدمات المقدمة العلاجات الدوائية، الرعاية التخصصية، والمتابعة النفسية، خاصة للأطفال، في ظل بيئة تعاني من هشاشة البنية الصحية وندرة الإمكانات. وناشدت إدارة المستشفى المنظمات الإنسانية والمجتمع الطبي المحلي والدولي المساهمة في تأمين الأدوية الأساسية والمعدات الطبية اللازمة لتشغيل الأقسام المتوقفة، وعلى رأسها قسم الحروق، الذي لا يزال خارج الخدمة منذ أكثر من عام بسبب غياب التمويل.

أكد أحد المشرفين في المستشفى لموقع سوريا 24 أن القسم المخصص لعلاج الأورام يتمكن حالياً من تغطية ما يقارب 70% من احتياجات المرضى الدوائية، ولكنه يواجه صعوبات مستمرة في توفير الأدوية المتخصصة. وأضاف أن تأمين الجرعات بشكل منتظم يعتبر مسألة حياة أو موت بالنسبة للعديد من المرضى، وأنهم يعملون بإمكانات محدودة وعلى حافة الانقطاع.

يستقبل المستشفى مرضى من مناطق نائية، أغلبهم غير قادرين على تغطية تكاليف العلاج في المراكز الخاصة أو السفر إلى محافظات أخرى. وأشار إلى أن الخدمات المقدمة في المستشفى تعوض غياب البدائل، وأنه لا يمكن ترك المرضى وحدهم في مواجهة هذه الظروف.

أوضحت إدارة المستشفى أن قسم الحروق كان من المفترض أن يدخل الخدمة مطلع العام الجاري، وتم تجهيز جزء من البنية الأساسية، إلا أن نقص المعدات والأجهزة اللازمة حال دون تشغيله حتى الآن. وأكدت أن استمرار غياب الدعم قد يؤدي إلى تقليص عدد الخدمات المقدمة، وربما إغلاق بعض العيادات التخصصية، داعية الجهات الصحية المعنية والهيئات الدولية إلى عدم تجاهل هذا الملف الذي يمس حياة المئات من المرضى يومياً.

في ظل غياب مراكز بديلة تقدم العلاج المجاني لمرضى السرطان والثلاسيميا في شمال شرق سوريا، بات المستشفى يشكل الملاذ الوحيد للمرضى، ما يضاعف الضغط عليه ويزيد من أهمية الحفاظ على قدراته التشغيلية.

تقول إحدى المريضات، وهي والدة لطفلة تتلقى العلاج منذ أشهر: "نعرف جيداً ما يعنيه انقطاع الدواء، ونخشى أن نعود لمرحلة العجز والانتظار". وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن مئات المرضى يستفيدون شهرياً من الخدمات المقدمة، ما يجعل مسألة تمويل المستشفى وتوفير الدعم التقني والدوائي ضرورة إنسانية عاجلة تتطلب تحركاً جماعياً من كافة الجهات الفاعلة في المجال الصحي والإغاثي داخل البلاد وخارجها.

مشاركة المقال: