الثلاثاء, 5 أغسطس 2025 07:19 AM

تراجع الكوميديا السورية: هل غياب النصوص وراء فقدان الضحكة؟

تراجع الكوميديا السورية: هل غياب النصوص وراء فقدان الضحكة؟

عنب بلدي – أمير حقوق تشهد الدراما السورية في السنوات الأخيرة انحدارًا ملحوظًا في الأعمال الكوميدية، مما أثار تساؤلات حول أسباب هذا التراجع وتأثيره على الفن السوري. بعدما كانت الكوميديا السورية مزدهرة في الثمانينيات والتسعينيات، نرى اليوم قلة في الأعمال الكوميدية الجيدة.

خلال المواسم الرمضانية الأخيرة، كان حضور الأعمال الكوميدية خجولًا، وحتى هذه الأعمال لم تنل إعجاب المشاهدين. الناقد الفني جوان ملا صرح لعنب بلدي بأن الدراما الكوميدية السورية ضعيفة جدًا، خاصة في الفترة الأخيرة، وأن النصوص المقدمة تفتقر إلى القوة الكوميدية والطرح الهادف، مما يهدد حضورها. وأضاف ملا أن غياب النصوص الجيدة هو السبب الرئيسي وراء فقدان الكوميديا بريقها، بالإضافة إلى قلة كتاب الكوميديا، مما يؤدي إلى محاولات تقليد وتهجين.

تعتبر الأعمال الكوميدية السورية القديمة من أبرز الأعمال التي تركت بصمة في ذاكرة الجمهور السوري والعربي، بفضل أسلوبها الفكاهي ومعالجتها السلسة. استطاعت هذه الأعمال مزج الكوميديا بالعمل الاجتماعي والسياسي، مع الحفاظ على مستوى فني عالٍ. ويرى الناقد جوان ملا أن الاختلاف بين الأعمال الكوميدية القديمة والحالية يكمن في عفوية الأداء، وشفافية الطرح، والإسقاطات السياسية الثقيلة، وتجسيد الواقع. بينما الأعمال الحالية غالبًا ما تطرح قضية مهمة دون الضحكة المرافقة، أو تلجأ إلى الابتذال.

يرجع مهتمون بالمجال الدرامي تراجع الكوميديا إلى قلة الفنانين الكوميديين القادرين على إعادة البريق للأعمال الكوميدية، وغياب الأسماء التي كانت تتصدر المشهد. ويرى الناقد جوان ملا أن الفنانين باتوا يعتمدون على الظهور أكثر من الأداء الكوميدي، وأن وسائل التواصل الاجتماعي غيرت معايير الطرح، حيث يهتم الفنانون بعرض النص على هذه المنصات أكثر من اهتمامهم بأداء أدوارهم.

تتفاوت المطالب المتعلقة بعودة الدراما الكوميدية السورية، حسب أولوية اهتمام صنّاع الكوميديا ومنتجيها. وأوضح الناقد جوان ملا أن الدراما الكوميدية تتطلب نصوصًا كوميدية ثقيلة الطرح، وتحوي أفكارًا مهمة، وأن تكون جيدة، ومتنوعة، ومختلفة وجريئة، وتحوي إسقاطات، وأن تكون عفوية، إضافة إلى نجوم يدركون أداء العمل الكوميدي. ويعتقد أنه يجب الابتعاد عن وصمة الفنان الكوميدي، فالعديد من الفنانين حاولوا تقديم أعمالًا غير كوميدية ليثبتوا أنهم خارج الكوميديا، ورغم ذلك، تلازمهم صفة “الفنان الكوميدي” حتى اليوم.

لا شك أن الدراما الكوميدية السورية تمتلك إرثًا غنيًا وتاريخًا حافلًا، ويظل الأمل معلقًا على عودة هذا النوع الفني إلى سابق عهده، ليعبّر عن هموم المجتمع بطريقة فكاهية وهادفة تليق بتاريخ سوريا الفني وإمكاناتها الكبيرة.

مشاركة المقال: