الأحد, 27 يوليو 2025 09:06 PM

وادي بردى بريف دمشق: عودة الحياة والانتعاش السياحي بعد سنوات الحرب

وادي بردى بريف دمشق: عودة الحياة والانتعاش السياحي بعد سنوات الحرب

دمشق-سانا: في مشهد يبعث الأمل، تشهد منطقة وادي بردى بريف دمشق عودة تدريجية للحياة والرونق السياحي، حيث بدأت عشرات المنشآت السياحية الشعبية، التي توقفت عن العمل بسبب الدمار وانعدام الأمن خلال سنوات الحرب نتيجة اعتداءات النظام البائد، في استعادة نشاطها.

العم أحمد ديب درويشة: رائد الأمل في عين الفيجة

يُعتبر العم أحمد ديب درويشة، صاحب منشأة في عين الفيجة، من أوائل العائدين إلى المنطقة. قام بترميم منشأته التي دُمرت بالكامل في عهد النظام البائد، وافتتحها كأول منشأة تستقبل الزوار بعد التحرير. وأشار درويشة في حديثه لمندوبة سانا إلى أن النظام البائد دمر أكثر من 65 منشأة سياحية في المنطقة وحولها إلى ركام. ورغم الصعوبات، تمكن من افتتاح منشأته بعد أشهر قليلة، ويقدم المشروبات للزوار نظراً للإمكانيات المتاحة، على أمل عودة المنشأة إلى سابق عهدها.

انتعاش السياحة الداخلية في وادي بردى

أوضح محمود شعبان، مشرف منتزه شلالات وادي بردى، أن المنتزه كان يستقبل الزوار والمتنزهين من مختلف المحافظات وحتى من خارج سوريا. ولكن بسبب الحرب، توقف الناس عن زيارة المنتزهات الشعبية. وبعد التحرير، عاد المنتزه لاستقبال الزوار والوفود السياحية العربية والأجنبية يومياً حتى ساعات متأخرة من الليل، مما ينشط السياحة الداخلية. ودعا شعبان الجهات المعنية إلى إعادة فتح الآبار التي أُغلقت في عهد النظام البائد ليعود مجرى النهر كما كان.

مطالبات بدعم البنية التحتية

أكد محمد قرحجي، صاحب منتزه عين الجوزة في منطقة وادي بردى، على الحاجة إلى الدعم، خاصة فيما يتعلق بفتح الآبار في شلالات الوادي لعودة النهر إلى وضعه السابق. وتمنى من الجهات المعنية الاهتمام بالسياحة ونظافة النهر. وأشار قرحجي إلى أن الإقبال جيد حالياً، خاصة على المنتزهات الشعبية، معرباً عن أمله في زيادة الإقبال بعد انتهاء الامتحانات الثانوية.

منشآت سياحية واعدة في سهل الزبداني

في سهل الزبداني، ذكر عدي قدور، صاحب منشأة سياحية، أن منشأتهم تستقبل الزوار منذ ثماني سنوات، وقد أثبتت جدارتها في السوق السياحي بفضل الخدمات المتنوعة التي تقدمها. يتميز المطعم بصالة شتوية وداخلية وتراسات تتسع لأكثر من 1600 زائر. وأشار إلى أن المكان يشهد إقبالاً كبيراً، خاصة مع بداية موسم الصيف وبعد التحرير، مما جعله مقصداً سياحياً لأهالي دمشق وريفها. ويعود هذا الإقبال إلى تنوع الطعام والتخصص في المأكولات الشرقية والغربية، والأسعار المناسبة والخدمات الجيدة والإطلالة الجميلة للمنشأة.

وادي بردى: صمود وأمل متجدد

إن عودة الحياة إلى المنشآت السياحية في وادي بردى ليست مجرد استئناف للنشاط الاقتصادي، بل هي تجسيد لصمود الشعب السوري وإصراره على استعادة الحياة والأمل. فكل منشأة تفتح أبوابها، وكل زائر يعود للاستمتاع بجمال الطبيعة، يمثل انتصاراً يضيء طريق التعافي والنهوض.

مشاركة المقال: