الأحد, 27 يوليو 2025 08:51 PM

السويداء تحت الحصار: نقص حاد في الغذاء وإغلاق شركات الحوالات يزيد الأزمة الإنسانية

السويداء تحت الحصار: نقص حاد في الغذاء وإغلاق شركات الحوالات يزيد الأزمة الإنسانية

يعاني أهالي مدينة السويداء من أزمة معيشية حادة، حيث يضطر معظمهم للوقوف في طوابير طويلة لساعات للحصول على ربطة خبز واحدة، وذلك بسبب تقنين الأفران وتراجع مخزون الدقيق وعدم وصول إمدادات من خارج المحافظة منذ 15 يومًا.

ارتفع عدد الأفران العاملة في المدينة إلى أربعة صباح اليوم الأحد، لكن الزحام لا يزال كبيرًا، بسبب وجود عشرات العائلات النازحة من قرى الريف الغربي جراء الاشتباكات. وأفاد مصدر من أحد الأفران لـ"سناك سوري" أن تأمين المحروقات يمثل التحدي الأكبر، حيث لم يصل إلى المحافظة سوى صهريجين منذ 15 يومًا. ويتم حث الأهالي والقطاعات المحلية والمزارعين على تقديم ما لديهم من مازوت لضمان استمرار تشغيل الأفران، لكن استمرار توقف الإمداد بالمحروقات ينذر بمشكلة كبيرة، خاصة مع توقف بعض الأفران في الريف ونفاذ مخزونها.

لا تتوفر معلومات كافية حول كميات الطحين المتوفرة، حيث تعتمد الأفران على مطحنة أم الزيتون. ولم يتمكن "سناك سوري" من التواصل مع المسؤولين في المطحنة لمعرفة مستوى المخزون ومدى كفايته في ظل استمرار عزل المحافظة.

وصلت كميات محدودة من الخضار المحلية إلى المدينة، لكنها أقل بكثير من الاحتياجات، بينما توقف سوق الهال عن العمل بشكل كامل.

على الرغم من أن الطرق التي لم تتعرض للهجوم مفتوحة، إلا أن نقص المحروقات يعيق حركة المرور، مما يجبر الأهالي على السير لمسافات طويلة للحصول على احتياجاتهم الغذائية في ظل ندرة الخضار والألبان والأجبان وغياب اللحوم.

يشهد المدينة إغلاقًا تامًا لشركات الصرافة الداخلية والخارجية، مما أدى إلى توقف الحوالات التي يعتمد عليها الكثير من الأهالي. وحتى في حال وصول الحوالات، فإنها لن تكون ذات فائدة كبيرة في ظل النقص الحاد في المواد الغذائية.

منذ 15 يومًا، لم يصل إلى المحافظة سوى صهريجي محروقات يوم الثلاثاء الفائت، أرسلتهما وزارة النفط، لكنهما لا يكفيان لتلبية الاحتياجات. وتم توزيع المحروقات على القطاعات الخدمية مثل المشافي والأفران بكميات محدودة لضمان استمرار عملها. أما المحروقات التي تدخل مع بعثة، فهي مخصصة لآلياتهم. وقد أدخل الهلال الأحمر شحنة غذاء ودواء واحدة في 17 تموز الجاري.

وكانت شبكة "السويداء 24" قد أحصت 36 قرية منكوبة ومتضررة، معظمها خالية من السكان حاليًا، في وقت يطالب فيه ناشطون بالإسراع في فتح ممرات إنسانية وخطوط إمداد غذائية لأهالي المحافظة الذين يعيشون ظروفًا إنسانية تزداد قساوة.

مشاركة المقال: