الأحد, 27 يوليو 2025 08:54 AM

حملة "لعيونك يا حلب" تواصل جهودها لإعادة الحياة إلى أحياء المدينة المتضررة

حملة "لعيونك يا حلب" تواصل جهودها لإعادة الحياة إلى أحياء المدينة المتضررة

تواصل مبادرة "لعيونك يا حلب"، وهي حملة خدمية وتنموية واسعة النطاق، جهودها الدؤوبة في مدينة حلب بهدف استعادة رونق المدينة وتأهيل مرافقها الحيوية، مع التركيز بشكل خاص على الأحياء التي تضررت جراء الأزمة. وتجري هذه الأعمال بالتنسيق الوثيق بين مجلس المدينة ومجلس المحافظة والدفاع المدني، وبمشاركة فعالة من عشرات الفرق التطوعية.

تشتمل الحملة على خمس مبادرات متزامنة تشمل: تنظيف الأحياء وإزالة الأنقاض والركام، وإعادة تأهيل الهوية البصرية للمدينة، ودعم البنية التحتية المتضررة، وتطوير المواقع السياحية والتاريخية، وتعزيز الأمن المجتمعي والرقمي.

أوضح الدكتور هيثم الهاشمي، المشرف على المبادرة، لمنصة سوريا 24، أن الأولوية في هذه المرحلة تُعطى للأحياء الأكثر تضررًا، وذلك بناءً على حجم الدمار الذي لحق بها، ومستوى تعاون الأهالي، ووجود خطط دولية أو أممية للتعافي المبكر في تلك المناطق.

كما أشار إلى أن تصميم دوار الموت قد أُعد من قبل شركة خاصة بهدف تجميل المشهد البصري، وأنه تم تعديل عدد الأبواب التاريخية فيه من ثمانية إلى تسعة، وذلك بعد الأخذ بملاحظات مديرية آثار حلب.

وبيّن الهاشمي أن التحديات والصعوبات التي تواجه المبادرة تتمثل في تفاعل السكان ووعيهم بأهمية المشاركة، بالإضافة إلى نقص الأدوات والموارد والدعم اللوجستي اللازم، مؤكدًا في الوقت نفسه على وجود تعاون كبير من شباب المدينة وجامعة حلب، وأن المجلس المحلي يعمل جاهدًا على سد النواقص وتأمين الاحتياجات.

وفيما يتعلق بمبادرة "أماننا ومستقبلنا"، أوضح الهاشمي أنها تمثل محورًا أساسيًا في الحملة، وأنه يجري حاليًا العمل على تركيب كاميرات مراقبة بعد استكمال البنية التحتية اللازمة، بالإضافة إلى دراسة حلول لإنارة الشوارع، سواء من خلال إصلاح الشبكات القديمة أو الاعتماد على مصادر الطاقة البديلة، مشيرًا إلى أن مستوى الأمان قد تحسن بشكل ملحوظ بفضل هذه الجهود، وبالتوازي مع عمل قوى الأمن العام.

وفي سياق الخدمات المقدمة، أوضح الهاشمي أن المبادرة ساهمت في دعم مستشفيات حلب من خلال توفير المستلزمات الضرورية والمواد الطبية الهامة، بالإضافة إلى إطلاق خطة نظافة شاملة لثلاثة مشافٍ رئيسية هي: مشفى التوليد، ومشفى حلب الجامعي، ومشفى الحميات، فضلًا عن إصلاح منظومة التغذية الكهربائية في مشفى الجامعة.

وفي مجال التعليم، أطلقت الحملة مبادرة "عائدون" لترميم مدرسة ومسجد في بلدة ماير وتأهيل مضخة المياه هناك، بالتوازي مع التنسيق مع منظمات أخرى لتأهيل مدارس إضافية، داعيًا أبناء المدينة في الداخل والخارج إلى استمرار دعم هذه المبادرة الأهلية.

من جانبه، أوضح أحمد حلاق، منسق الحملة، خلال حديثه لمنصة سوريا 24، أن الفرق تبدأ العمل من الأحياء الأكثر تضررًا، حيث تستمر الأعمال في كل حي ما بين أسبوع وعشرة أيام، تبعًا لحجم الدمار.

وأوضح أن العمل يشمل فتح الشوارع ورفع آلاف الأمتار المكعبة من الأنقاض والقمامة، وتوزيع حاويات جديدة للنظافة، مشيرًا إلى أن فرق الحملة أنهت العمل في حي الصاخور وما حوله، وانتقلت إلى حي عين التل، كما أطلقت أعمال ترميم قلعة حلب وإعادة تصميم دوار الموت ليصبح بوابة جنوبية للمدينة، تتوسطها مجسمات تمثل تسعة من أبوابها التاريخية ضمن رؤية ثقافية مدروسة.

وشهد الأهالي بوضوح أثر هذه الأعمال، حيث قال أسامة محمد الحسن، أحد سكان حي الصاخور، إن الحياة عادت إلى الحي بعد سنوات من الإهمال: "الشوارع نظيفة، الركام أُزيل، والحاويات الجديدة خففت من تكدس القمامة". وأضاف خلال حديثه لمنصة سوريا 24: "نشعر اليوم أن هناك اهتمامًا حقيقيًا بالمدينة وأحيائها".

ويستعد القائمون على الحملة لإطلاق مبادرات جديدة في مجالي التعليم والصحة، واستكمال أعمال التطوير في الدوارات المركزية والأحياء المتضررة، في مسعى لإعادة حلب إلى مكانتها كمدينة نابضة بالحياة.

مشاركة المقال: