دمشق - الدكتور محمد الجبالي: في خطوة هامة نحو تحول اقتصادي كبير، أعلنت المملكة العربية السعودية اليوم عن استثمار 6 مليارات دولار في الاقتصاد السوري. يأتي ذلك من خلال 44 اتفاقية استثمارية استراتيجية تغطي مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية. وتعتبر هذه المبادرة منعطفاً هاماً في مسيرة إعادة بناء سوريا وتحويلها إلى بيئة جاذبة للاستثمار والنمو المستدام.
الاستثمارات السعودية تتجاوز الدعم المالي، فهي تعكس رؤية اقتصادية شاملة تهدف إلى تطوير البنية التحتية السورية وتعزيز قدرتها التنافسية، بالإضافة إلى تنشيط القطاعات الحيوية مثل الزراعة والصناعة والطاقة والتكنولوجيا. هذا التحرك من شأنه تعزيز ثقة المستثمرين العالميين وإعادة سوريا تدريجياً إلى الخريطة الاقتصادية الإقليمية والدولية.
إن توقيع 44 اتفاقية مرة واحدة يمثل بداية مرحلة جديدة في عمل الاقتصاد السوري. ومن المتوقع أن تساهم هذه الاستثمارات في توفير آلاف فرص العمل، وتحريك السوق المحلية، ونقل الخبرات والتكنولوجيا الحديثة إلى سوريا، فضلاً عن تحسين الميزان التجاري من خلال التركيز على الصناعات التصديرية.
تمثل هذه الخطوة رسالة ثقة قوية في استقرار سوريا وقدرتها على التعافي والانطلاق نحو المستقبل. كما تؤكد على الدور السعودي الرائد في بناء جسور التعاون العربي على أسس اقتصادية متينة تعزز الأمن والاستقرار وتدفع بالتنمية في المنطقة.
يتضح أن سوريا، على الرغم من سنوات الحرب والتحديات، تسير الآن نحو اقتصاد سوق إنتاجي وتفتح أبوابها للاستثمار وفق أسس واضحة ومحفزة. هذا التحول ما كان ليتحقق لولا التلاقي بين الإرادة الوطنية والدعم العربي، وعلى رأسه الدعم السعودي الذي أثبت أنه ليس مجرد تمويل، بل رؤية شراكة حقيقية في بناء سوريا.