كشف مصدر مطلع لـ "زمان الوصل" عن ارتفاع عدد الجثث المدفونة في مقابر جماعية بمحافظة السويداء إلى 134 جثة على الأقل، وذلك بعد أن كان العدد الأولي المعلن 80 جثة. وتشير التقديرات إلى وجود المزيد من الجثث التي لم يتم دفنها بعد.
أفاد المصدر بأن عملية نقل الجثث تمت بواسطة سيارات نصف نقل تحت حماية عناصر من ميليشيا "الهجري"، يرافقهم سيارتان تقلان أشخاصًا يرتدون ملابس بيضاء وكمامات سميكة.
جرى الدفن في مكان مجهول، حيث استخدمت جرافة متوسطة (تريكس) لحفر ثلاثة قبور جماعية فوق تلال متفرقة. وأكد شاهد عيان أن طريقة الحفر والدفن تشبه إلى حد بعيد المقابر الجماعية التي أنشأها نظام الأسد سابقًا في نجها والقطيفة، حيث يتم حفر خنادق عميقة تُدفن فيها الجثث بشكل طابقي فوق بعضها البعض.
تضمنت الجثث رضعًا وأطفالًا ونساء وشبانًا ومسنين، وظهرت على بعضها آثار حرق أو قطع للرأس، دون تحديد ما إذا كان ذلك قد حدث قبل الوفاة أم بعدها. وأشار المصدر إلى أن الجثث رُصّت فوق بعضها دون أي تصنيف أو ترقيم، وبشكل غير إنساني.
وشدد المصدر على أن جميع الجثث كانت مجهولة الهوية، وأن معظم الضحايا ينتمون إلى عائلات بدوية أو إلى عناصر من الأمن الداخلي. كما تم منع التصوير بشكل صارم تحت تهديد السلاح، ولم يُسمح لأي جهة محايدة أو طبية أو حقوقية بحضور عملية الدفن أو الاطلاع على هوية الضحايا.
وتساءل المصدر عن سبب عدم تسليم الجثث لذويها، وعن سبب التعامل مع الضحايا بهذه السرية والتعتيم، الأمر الذي يستدعي تحقيقًا عاجلًا لكشف ملابسات هذه المقابر الجماعية وتحديد المسؤوليات.
الحسين الشيشكلي - زمان الوصل